قال الممثل والمخرج، عزيز سعد الله في تصريح صحفي سابق، أن الوضع في الساحة الفنية المغربية، لم يعرف تقدما، وإنما أصبح يعود إلى الوراء بكثير، ولم يفت الراحل الذي هاجر إلى كندا منذ سنوات رفقة عائلته، التأكيد على أن الوضعية الاعتبارية للفن خارج المغرب أفضل بكثير من بلده، إذ لا يتم إعطاؤه القيمة الحقيقية، التي يستحقها.
ولد عزيز سعد الله، بدرب السلطان بالدار البيضاء سنة 1950 ، وعاش بمدينته معظم سنين حياته، حيث يعتبر من الفنانين المحبوبين لدى الجمهور المغربي، الذي تابعه في العديد من أعماله المتميزة، خاصة رفقة زوجته الممثلة خديجة أسد، بدايته الفنية كانت من خلال تقديمه للعديد من المسرحيات الناجحة، وذلك بعد تخرجه من المعهد البلدي للمسرح، نخص منها “سعدك يا مسعود” و “صاروخ أمزميز” و “كاري حنكو” و “النخوة على الخوا” و “خلي بالك من مدام” و “برق ما تقشع” و “كوسطا يا وطن”…
تتلمذ المرحوم سعد الله، على يد أب المسرح المغربي، الطيب الصديقي، الذي التحق مباشرة بفرقته “المسرح البلدي” بعد تخرجه، فتعلم منه الكثير من أبجديات التشخيص المسرحي، وعلى أصوله، قبل أن يؤسس فرقته “مسرح الثمانين”، رفقة زوجته خديجة أسد، التي شكل رفقتها ثنائيا فنيا ناجحا، وكان زميلا ومنافسا مهما، لكبار الفنانين والممثلين، في ذلك الزمن الجميل، أمثال ثريا جبران، ونعيمة المشرقي، ومحمد العلوي، ومحمد الخلفي، ومصطفى الداسوكين، ومصطفى الزعري، ومحمد بلقاس، وعبد الجبار الوزير، وسعاد صابر، وحمادي عمور، وعزيز موهوب، ومحمد مفتاح، وصلاح بنموسى، والقائمة طويلة.
في بداية السبعينات، توجه الراحل عزيز سعد الله، نحو التلفزيون، الذي صنع جماهيريته وشهرته، بين الجمهور المغربي، إذ قدم باقة من أجمل أدواره الكوميدية، في أعمال تلفزيونية، بصمت تاريخ الشاشة الصغيرة في المغرب، من بينها “تلفزيون ثلاثة” و “كاريكاتور” و “هو وهي” و “صور ضاحكة” و “مواقف” ثم “لالة فاطمة” في ثلاث مواسم، أما الشاشة الكبيرة، فقدم من خلالها أفلام ناجحة أهمها، “ساعي البريد” و “عرس الآخرين” و “بيضاوة” و “نامبر وان” وقد نال سعد الله قيد حياته، جائزة أفضل ممثل في مهرجان مونريال بكندا، وجائزة أخرى، بمهرجان باستيا بالديار الفرنسية.
وقد توفي الممثل المغربي الكبير، عزيز سعد الله، أمس الثلاثاء 13 أكتوبر الجاري، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 70 سنة.