منذ اقتراب نهاية سنة 2019 وبداية هذه السنة الجديدة، والعالم يعرف مرضا أهلك الجميع ومن بينهم المغرب الذي رفع ناقوس الخطر منذ الجمعة 13 مارس 2020، بإجراءات استباقية لاحتواء هذا الوباء الجاثم على عدد كبير من الدول، لكن رجعنا خطوات إلى الوراء بسبب تزايد حالات الإصابات والوفيات أيضا، ومن الإيجابي ارتفاع حالات الشفاء، وهو الذي كان يطمئنوني شخصيا.
استغربت أمام حمى التبضع التي سرت في العالم بسبب كورونا…كندا اتخذت إجراءات تمنع شراء المواد الغذائية بكثرة… لكن ما يحز في النفس، تهافت المغاربة على المنتوجات في الأسواق، والمحلات والصيدليات، مما يوضح النرجسية وحب البقاء والباقي فليذهب للجحيم، أليس من الواجب تظافر الجهود، وإشعال غريزة ان صح التعبير للإنسانية، هي مرحلة ستمر بلا شك، لكن تستوجب اليقظة والوقاية خير من العلاج، ويتوجب زرع الثقة وليس التصرف بتلك الطريقة التي تخلق الهلع والخوف.
وعيب في عز أزمة ان يطمح البعض لاغتناء، واحتكار السلع، ورفع ثمنها، في وقت سنة جافة صعبة، فمسؤولية الدولة تستوجب مراقبة آنية ويومية والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه القيام بذلك، ففي عز الأزمات تتظافر الجهود…
اسمحوا لي أن أكتب هذه الكلمات، في ظل ما يروج وليس من باب الهروب من القدر المحتوم، فالموت راحة ورحمة، والخوف وارد مهما حاول الإنسان إخفائه، مرض كهذا يستلزم اليقظة وعدم العبث، فهو يتطلب منا الوقاية والعلاج حتى لا يتفشى بيننا وبين الآخرين، وليس عيبا او اشكالا اغلاق المدارس وغير ذلك حتى يمر الأمر بسلام، وبالنسبة للسنة الماضية توقفت الدراسة وتأزمت، ورغم كل شيء كانت نسبة النجاح مبالغ فيها.
فلما كل هذا العبث، وشعار لا تهولوا الأمر، وكم من قضية قضيناها بتركها، فالمغرب ملزم بأخذ التجربة وتراكمها، لأن ذلك يدخل في سياق التطور على المستوى الأزمات، وطرق التعامل معها، وهذا يمنح المغرب السرعة في التعامل والسيطرة على أي وضع كان.
لقد استبق المغرب الاحترازات واحتياطات واستفاد من تجارب مع وقع في بعض الدول، وحتى إنه يحاول بين الفينة والأخرى طمأنة المواطنين، وإن لم يفلح رئيس الحكومة في ذلك لصعوبة الأمر وعدم قدرته على التواصل، وارتجل كثيرا في حواراته، لكن الكل يعلم الوضع الصعب والذي يفرض الحيطة والحذر واتباع كل إرشادات الجهات الموكول لها ذلك.
ثقتي في كل المنظمات الدولية منعدمة، فالمنظمة العالمية للصحة، اعتبرت فيروس كورونا، وباءا عالميا، منذ أشهر مما يتطلب منا الوقاية والعلاج وعلى الاقل تجنب التجمعات، والنظافة الإضافية، والدعاء لرفع هذا البلاء، واتباع إرشادات الجهات المسؤولية (وزارة الصحة، والداخلية…)، فالمغاربة بمختلف جنسهم، وسنهم مطالبون بإعادة ملحمة المسيرة الخضراء، من خلال إظهار “تمغربيت” المتجلية في التضامن والتكافل والمساعدة.
اعلم يقينا أن المنظمة العالمية للصحة تتلاعب في عدة معطيات، لكن علينا البحث والتريث لمعرفة الحقائق، ولهذا علينا أن نكون حريصين في التعامل مع الفيروس، والحقيقة ستظهر وإن طال الزمن، فالتاريخ لا يرحم.
سعدت كثيرا بدعوة أحد أصدقائي في رابع أيام العيد الأضحى، حيث اجتمعنا في السابعة مساءا تبادلنا التحية والضحك مع الشاي والشواء وأحد المشروبات الغازية، كانت لحظات رائعة وممتعة غابت منذ فترة طويلة بسبب الالتزامات والكورونا، تركنا الطاجين فوق الجمر في سطح مستضيفنا، وذهبنا نجول قليلا في الخارج اشترينا البعض من الفاكهة الصيفية والمشروبات الغازية والخبز وأيضا ورق ما يسمونه ب “الكارطة”.
رجعنا في منتصف الليل تقريبا لعبنا بالورق في جو صيفي بهيج، كنا أربعة نضحك مع موسيقى الشعبي والراي، تحدثنا عن الكورونا والعمل والزواج…، التقطنا صورا تؤرخ لهذه اللحظات، مر الوقت سريعا، كان أحد الأصدقاء بين الفينة والأخرى يزند الجمر بالمنفاخ أي الرابوز، أتذكر أن تناولنا للعشاء تم ما بعد منتصف الليل بثلاث ساعات، لنخلد لنوم عميق.
استيقظنا في الساعة الحادية عشر صباحا، قمنا بالذهاب لقضاء غرض، وعدنا بعد ذلك لتناول وجبة الإفطار، ناقشنا عدة مواضيع، مستعدين لتناول وجبة الغذاء التي كانت في الخامسة زوالا، لنفترق بعد ذلك ضاربين موعدا آخر للقائنا عن قريب.
اعلان
اعلان
اعلان