تعيش عدد من شوارع مدينة بنسليمان في المدة الأخيرة على وقع اختلالات كثيرة في مظاهر احتلال الملك العمومي، من قبل أرباب المقاهي وأصحاب المحلات التجارية، الذين جعلوا من الأرصفة فضاء لتوسيع الأنشطة التجارية في غياب دور واضح للسلطات المعنية والمجالس المنتخبة.
الاستغلال الفاحش لأكبر قدر من مساحات الرصيف، من طرف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، وتحكمهم بمزاجية مفرطة في المساحات التي يستغلونها لعرض سلعهم على الأرصفة، بشكل أصبح معه هذا الأخير، محتلا بالكامل، وأجبر المواطن المغلوب على أمره على المرور بمحاذاة السيارات والشاحنات، ناهيك عما يتسبب فيه ذلك من عرقلة لحركة المرور ووقوع حوادث لا قدر الله.
ولا يكتفي أصحاب المقاهي بوضع الطاولات والكراسي فقط فوق الأرصفة، بل إنّ بعض أرباب تلك المقاهي، يعمدون تشييد صناديق مغطاة على أرضية الرصيف وتبليطها وتأتيثها بأبهى الطاولات ووثير المقاعد، ليتحوَّل الرصيف إلى ملحقة تابعة للمقهى. وكثيرا ما تجد أن الرصيف الذي تم تجهيزه من صاحب المقهى أو المحل التجاري تشكل مساحته ضعف مساحة أمتار أصل المحل التجاري.
وأكثر من ذلك، لا يجد بعض أرباب مقاهي بنسليمان غضاضة في التطاول على الطريق العامّ نفسِه، بوضع مزهريات عملاقة تجميلا لواجهة المقهى، تسدّ قارعة الطريق،كما هو حال العديد من المقاهي بشارع الجيش الثاني ببنسليمان، ما يجبر المارة على النزول إلى طريق السيارات.
والغريب في الأمر، أن بعض المقاهي والمحلات التجارية يشهر أصحابها رخصة استغلال الرصيف، وهو الأمر الذي يطرح السؤال عن كيفية استخراج تلك الرخص. ، فمن واجب للسلطات مراقبة المساحة المسموح باستغلالها من الرصيف ومدى احترام تلك المحلات للضوابط القانونية.
وفي خضم هذه الفوضى بكل تجلياتها، يرى عدد من المتتبعين للشأن المحلي، أن المسؤولية يتقاسمها السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، التي لم تحرك ساكنا اتجاه هذه الفوضى “المنظمة” في الوقت الذي اختارت فيه السلطة بدورها التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه هذه الظاهرة.
بالمقابل، انتقد عدد من المواطنين الذين التقتهم “منبر24”، في الفضاءات المعنية بانتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي، (انتقدوا) الحياد السلبي الذي تلتزم به السلطات المحلية، متسائلين عن دوافع هاته “التمييكة” في تعامل السلطات مع فوضى احتلال الملك العمومي؟
هذا، وطالب عدد من المواطنين السلطات الولائية بالتدخل لوقف كل الاختلالات المرتبطة باحتلال الملك العمومي بمدينة بنسليمان و إحياء حملات تحرير الرصيف التي قامت بها السلطات المحلية قبل زمن كوفيد-19 ووضع حد لحالة الفوضى العارمة واسترجاع الرصيف الذي افتقده المواطن في أقرب وقت ممكن.