يجب أن نتعايش مع البيئة بكل تفاصيلها المملة وحتى مع كائناتها البرية كانت أم البحرية أن نكون متسامحين نتصف بالرأفة والعطف مع الجميع، فالحقوق لا تقتصر على الإنسان وحده، فحتى الحيوان له حق في العيش الكريم من دون مذلة أو تحقير، وكما نحب أن نعيش بسلام واطمئنان هو كذلك يتمنى ويحلم.
لا علم لي بأحاسيس الحيوانات، لكنها حقا تتألم وتذرف الدموع من عينها، ومن منا لم يشاهدها أو لم يسمع أنين حيوان جريح يطلب النجدة، هم مثلنا فلها أذان تسمع بها ولها أعين ترى بها، تلد مثلنا وتربي أطفالها وتحميها،
هذا موضوع طبع في قلبي نوعا من الحزن والأسى، فنحن كبشر نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونهرب من الخطر، لكن هم لا يتكلمون وإن لم نتكلم عنهم أنا وأنت، من سيدافع عنهم ومن سيرحمهم غير الله، وكما قال جلى في علاه :”ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
في مجتمعنا هذا نرى أشخاص فقدو من الرحمة ما فقدو، يرمون القطط والكلاب بالأحجار ويقطعون رأسها ويضربونها بدون رحمة ولا شفقة، فإن قلت لأحدهم تخيل أنك في مكان ذاك الحمار يضربك صاحبك كل يوم وليلة صف لي ماهو شعورك؟! هل ستستطيع التحمل ؟ هو حتى التفكير في ذلك صعب!
نتعامل مع بعض الحيوانات وكأنها نجاسة فمثلا عندما نذكر لفظ حمار او كلب نقول( حشاك) كأنها ارتكبت جريمة، لكن هي مثلها مثل الحيوانات الأخرى وهذه أليفة عن الكثير منهن كالأسد وغيره، نحرمها من أبسط حقوقها، حقها في الأكل والشرب حقها في الموت بسلام وهذه النقطة بالضبط نشاهدها في الأعياد والمناسبات بكثرة بحيت لا يراعي الجزار او المسؤول عن عملية الدبح مشاعر البهائم الأخرى ، أقول دائما من يستطيع أن يقتل حيوان أو يضربه هو يستطيع أن يقتل إنسان ويضرب أمه وزوجته.
رسالتي أوجهها للجميع من مسؤولين ومواطنين فالمواطنة ليست شعار منسوخ على الورق وقط لكن هو رمز يجمعنا كلنا، يجب أن تسن قوانين صارمة لفائدة كل الحيوانات فلها روح كما لنا ويجب أن نتحلى بالمسؤولية فأنت لا تحب الحيوانات أو تخاف منها، لا بأس فهو من حقك لكن حينما تهينها وتذلها فهو ليس من حقك ،اسفة لكنك قد تعديت الحدود.
لماذا لا تضبط عقوبات زجرية في حق من تجرأ على حيوان ضعيف وجعل منه أضحوكة يتسلى بها الناس و عند إنتهاء مدة صلاحيته يرميه في علبة القمامة كأنه لا شيء خلق من العدم، لماذا لا تكون هنا في بلاد المغرب عقوبات حبسية مثل الدول المتقدمة.
نعلم أن تلك السيدة التي ربطت قطتها وتركتها تموت ودخلت النار ونعلم بذاك الرجل الذي روى كلبا ودخل الجنة ومع ذلك لا نعي ما نقوم به لسنا مضطرين لأخذ العبرة أليس كذلك! .
المؤسف المبكي وانا في طريقي للجامعة رأيت قطة مقطوعة الرأس على قارعة الطريق والدماء تسيح في كل مكان بدون خجل أو حياء كأنه أمر عادي .
هي دائرة تجمعنا كلنا نحن البشر وحتى الحيوانات إن لم نرحمهم اليوم فغدا نلتقي عند الله وتعلو الشكاوي علينا، أرجو من الحكومة أن تضع حدا لهذه المذبحة وأن تكثف من الحدائق لإيواء هاته الحيوانات وأن تكثف من الوسائل الإعلامية والتعليمية تستدعي تبليغ الرسالة للأطفال والراشدين وكل المعنيين من البشر وتنبيههم ودعوتهم للرفق بحيوانتهم والاهتمام بهم والضحك معهم لا عليهم فهناك فرق.
بقلم سناء أزماط