المراة القروية هي قوية رغم كل شيء ، هي التي لا تشتكي وإن بلغتها المنية ، فالصبر هو مفتاح همومها دائما.
اردت الحديث عنها لأنها حقا تعاني، مقصية من أبسط حقوقها ، حقها في التعلم وفي العيش بكرامة وفي التعبير عن رأيها ومتطلباتها، ظلت حبيسة بين أربعة جدران فهي المسكنة لكل ألامها وجروحها . تحمل الحطب على ظهرها وتنتعل حذاءا بلاستيكيا صباح مساء بكل حيويتها وتذهب لأعلى الجبال والأماكن الوعرة لجلب الكلاء لماشيتها ، تعتني بالكل وتوفر لهم كل مالا تستطيع ان توفره لنفسها وهي في منتهى سعادتها .
فرغم التطور الملحوظ التي شهدته المملكة المغربية على مستوى دساترها وبروز مجموعة من الجمعيات والنظالات وكذا القوانين التي تدافع عن حقوق النساء إلا ان المراة القروية ظلت مهمشة و تعاني لم تسلط عليها بعد أضواء الكاميرات، لازالت لم تجد مكانا لنفسها بين السياسيين والبرلمانيين ، لماذا لا أسمع صوت الأيادي وهي تصفق عليها وعلى كل مجهوداتها الجبارة ، لماذا لا تعترفون بها وبكل ما قدمته لكم فأنت تأكل لبنها وتجني ثمرها وتطهي لحمها وهذه كلها منتوجاتها ومتاعبها فهي التي تحلب البقر وهي التي تسقي الشجر وتربي الغنم .
تستحق ان ترفع لها راية العالم امي وامك وام كل الأمم لأنها من تربي ووجهتك نحو الرتب والقمم، المراة القروية هي ملكة تعتلي عرش قريتها بلا شك .
اتمنى لو توفي حروفي قدرها وكفاحها وعلى أصحاب النفوذ الإعتراف بها كإنسان له مشاعر وليس كوسيلة لجلب الغنائم وكما للمراة الحضرية صوت للقروية كذلك اصوات كثيرة وليس صوت واحد والمرأة القروية هي بمثابة مئة رجل إن وضعت في الأرض حرثتها وزرعتها وإن وضعتها في الأسواق باعت واشترت وإن وضعتها في المشاكل صبرت وشكرت ولزوجها أطاعت ودللت وعلى المائدة كل ما اشتهت الأنفس حضرت ،وإن بلغت معاناتها الحلقوم قالت الحمد لله هذه هي المراة القروية.
لها الكثير لتخبركم عنه فقط اعطوها الفرصة وافسحوا لها المجال .