يكفي القيام بجولة صغيرة بأحياء ومناطق مدينة بنسليمان، حتى يلحظ المارة والسائقون والركاب بمداخل كل منطقة أمنية، حرص مسؤوليها على إقامة سدود قضائية (باراجات) بشوارعها الرئيسية، يشرف عليها رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم، لتفتيش السيارات والشاحنات والعربات وكذا الدراجات المشكوك فيها، ليعرف أن السبب يعود إلى الاستعدادات الأمنية القبلية لتأمين احتفالات السنة الجديدة 2021.
وينشط السد القضائي بشدة خلال الأوقات، التي تعرف فيها مداخل المدينة حركة كبيرة من قبل السيارات لمراقبة دقيقة للراغبين في الولوج لوسط المدينة، كما توجد سيارات للشرطة مركونة بأهم المواقع والمؤسسات الأمنية والمالية والتجارية، وهي التدابير والإجراءات التي تدخل ضمن الإستراتيجية العامة للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل تأمين الفضاءات العامة وكذا المواقع السياحية، خاصة التي تواكب احتفالات السنة الجديدة.
ورغم الانتشار الأمني الواسع بمختلف مناطق بنسليمان وعمليات التفتيش التي تطول بعض السيارات والدراجات المشتبه فيها، إلا أن هذه الإجراءات لا تزعج المارة ولا تؤثر على حركة الانسياب، إذ تفاعل معها المواطنون واستحسنوها لأنها تهدف إلى ضمان أمنهم وسلامتهم والحفاظ على استقرار الوطن.
ولأن الشباب والمراهقين والمدمنين، يعتبرون أن احتفالات السنة الجديدة، لا يمكن أن تمر دون استهلاك الكحول والمخدرات بمختلف أصنافها، استنفرت المصالح الأمنية ببنسليمان عناصرها، بتنظيم حملات أمنية استباقية لإيقاف المتورطين، الذين يطورون أساليب ترويج بضاعتهم المحظورة والاتجار فيها، وكذا حالات التعاطي لاستهلاك المخدرات وحيازتها التي يعمد أصحابها إلى الإسراع في اقتنائها أسابيع لتفادي احتفائها بفعل تشديد المراقبة الأمنية.
وشاركت في هذه الحملات الأمنية مختلف وحدات الشرطة من أمن عمومي وشرطة قضائية وفرق للدراجات، كما ساهمت الاستعلامات العامة في مؤازرة الضابطة القضائية والسلطات المحلية للإيقاع بتجار المخدرات، الذين يستبدلون طريقة عملهم للتمويه على الأمن والمتطفلين.
وفي انتظار استقبال السنة الجديدة، وضع مسؤولو منطقة أمن بنسليمان، خطة محكمة من خلال مضاعفة العناصر الأمنية بمختلف تشكيلاتها.
وبخلاف سائر الأيام العادية عرفت مختلف المناطق بالمنطقة وجودا أمنيا مكثفا، إذ تضاعف عدد الدوريات الأمنية في النقط الحساسة التي تعرف توافد المواطنين، وكذا الاستعانة بفرق الدراجين لاكتساح الأماكن المظلمة والضيقة والخالية من المارة والتي غالبا ما يتخذها المروجون مكانا للقاء بزبنائهم، بعيدا عن أعين المتربصين، كما واصلت الدوريات جولاتها لمراقبة السيارات والأشخاص المشبوهين.
وتميزت منطقة أمن ببنسليمان، بتنظيمها إجراءات استباقية وحملات أمنية بشكل دائم، سبقت استعدادات تأمين ليلة البوناني.
وتأتي هذه الحملات الأمنية في إطار الإجراءات الأمنية الاستباقية لإفشال مخططات العصابات الإجرامية والمنحرفين ومروجي المخدرات، لتفادي إغراق أحياء المنطقة بالمخدرات، وكل ما من شأنه المس بالنظام العام.