وتستمر الحكاية… أمطار (الخير) هي القشة السوداء التي كشفت عن عورة تدبير عقيم للشأن المحلي بمدينة كل المغاربة، كازابلانكا والتي اضحت رقعة من الارض تتنفس تحت الماء، بعد ما طالها الارتجال والتهميش والعشوائية، هذا هو الحال بل العار المسكوت عنه طيلة سنوات ، وهو واقع كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فهل ستحرك هذه المشاهد المأسوية التي عاشتها مدينة الالفية الثالثة. “كازا ياكازا الى مشا ماجا”.
فلا بأس ان نعرج على نقاش سئمه الكبير والصغير بل حتى العاقل والابله، لأننا اعتادنا ان نسمعه عند كل كارثة.
نقااااش: “الوضع الكارثي مسؤلية من؟”
فلا بأس ان نكون جادين في نقاشنا هذه المرة…!!!
المسؤلية مسؤلية من؟
1- ربما حجم الامطار الغزيرة والاستثنائية والمسببة للفيضانات.
2- ربما تقصير الدولة في تتبعها للاوراش.
3- ربما الجماعات الترابية لم تقم بواجباتها لدفع خطر الفيضانات.
4- ربما المجالس المنتخبة لم تقم بدورها في تهيئة البنية التحية
5- ربما غياب الصيانة وتآكل بنيات التحتية عجلت بوضع كارثي يشبه مخلفات حرب ضروس.
تعددت الاسباب والموت واحد، فمهما اختلفت الفرضيات وتعددت
الاحتمالات. القاسم المشترك هنا، غياب المسؤلية، والتقصير في اداء الواجب، والاستهتار بأرواح الناس.
المؤسف في هذه النازلة، ان هناك من يبيع لنفسه وهما، ويسوق للرأي العام لغة براءة الذئب من دم يوسف… وأن الوضع الكارثي كان بالقوة القاهرة وبالتالي يريد ان يتنصل من المسؤلية، ويلبسها للقضاء والقدر.
المسؤولية ثااااابتة ولا مجال للقول بالقوة القاهرة.
والحقيقة الجلية، اننا امام تهمة الإهمال والتقصير وتعريض حياة الاخرين للهلاك والضرر بل خيانة الامانة والغش.
بإختصار يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة، وان يكون حماة الوطن حاسمين في مثل هذه النازلة، فالقانون فوق الجميع ولا يكبر أحد رأسه على القانون.
كلنا أمل ان نرى في قضاة محاكمنا الادارية في بلادنا الشجاعة الكافية لفتح تحقيق في الموضوع من أجل تنـزيل الدستور وربط المسؤولية بالمحاسبة….”اللي يحصل يودي”
فالتهمة فض لعذرية كازابلانكا
والمغتصب تدبير أعور
