« كنت أريد عرسا مغربيا تقليديا بجميع تفاصيله » هكذا عبرت أحلام عن امتعاضها الشديد لإلغاء حفل زفافها بسبب ظروف الجائحة التي اجتاحت العالم وعزلت الجميع في منازله، فقد كانت أحلام واحدة من بين آلاف العرسان الذين قامو بتغيير خطة حفلَ زفافٍ له من المراسم ما تعارف عليه الآباء والأجداد.
وقالت الشابة أحلام (26 عاما) لـ منبر24 « قمت بإعداد كل شيء لحفل الزفاف الذي كان من المقرر أن يكون في شهر ماي، فقمت بحجز قاعة الحفلات والنقاشة والنكافة والفرقة الموسيقية و ممون الحفلات وغيرها من لوازم الحفل التي لابد منها لاستكمال أي عرس مغربي أصيل ».
وأردفت بحسرة « لكن شاءت الأقدار أن ينقلب البرنامج كله ويتم إلغاء كل شيء في رمشة عين والإستغناء عن جميع الطقوس، وأن يتحول حفل الزفاف الذي كان من المقرر أن يضم حوالي 200 فرد في قاعة كبيرة مزينة بالأضواء والورود والكرسي الخاص بالعرسان، إلى طاولة واحدة في صالة منزلنا تضم عائلتي الصغيرة و زوجي في احتفال صغير لتوديعي ».
واعتبرت أحلام أن ليلة العرس لا تتكرر في حياة المرأة، وأضافت أن « هذه التقاليد التي ألفناها فقد حافظ عليها أجدادنا وورثناها عنهم، فمن الصعب رؤية حفلات الزفاف تندثر بهذه السهولة بسبب جائحة مؤقتة ».
رب ضارة نافعة
وفي قصة أخرى نجد أن الشاب عمر البالغ من العمر 31 قد اغتنم فرصة الظروف الحالية لفايروس كورونا لإجراء حفل زفاف عائلي بسيط لم تكن ممكنة في ظل الظروف العادية بسبب العادات والتقاليد الإجتماعية التي وصفها عمر بـ « المكلفة ».
وأشار عمر أن الزواج من غير حفل زفاف في زمن كورونا أعادت التفكير في مسألة جدوى الإحتفال وحضور المئات من الأشخاص على حساب كاهل الشاب المثقل بالديون من أجل هذا التقليد.
وهو الرأي الذي حاز له أغلب المغاربة الذين تزوجو في هذه الفترة أو المقبلين على الزواج، ضاربين عرض الحائط المثل المغربي القائل « عرس ليلة تدبيره عام »، والذين اعتبرو أن الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد هي فرصة مناسبة للتخلص من التكاليف الباهضة للأعراس والتي ترهق كاهل الأزواج والعائلات وهم في بداية قطار الحياة الزوجية.
قفص ذهبي يتحول إلى قفص حديدي
وبالرغم من جميع التحذيرات والإجراءات التي أقرتها الحكومة المغربية مع منعها إقامة الأعراس في قاعات الحفلات، فإن بعض العائلات تجاهلت جميع التدابير، واقامت حفلات زفاف من دون مراعاة للوقاية والمحاذير الصحية.
وكانت آخر هذه الإختراقات، تعود للمغنية الشعبية فاطمة الزهراء المعروفة بـ « الطراكس » التي أقامت حفل حناء في منزلها معلنة دخلوها القفص الذهبي، بحضور عائلتها وصديقاتها المقربات، لكن الإحتفال انقلب رأسا على عقب بعد تدخل الشرطة وتوقيف جيمع من كانو في الحفل.