رغم أن إعلان وزارة الصحة عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة من فيروس كورونا، مساء أمس الاثنين، لم يكن مفاجئا بحكم انتشار حالات مماثلة عبر العديد من دول العالم التي تتوفر على ربط جوي أو بحري مباشر مع المغرب، إلا أن هذا الأمر أعاد للأذهان مقدمات الدخول في الحجر الصحي التي بدأت في الظهور مباشرة بعد تسجيل أول إصابة بفيروس “كوفيد 19” في 2 مارس 2020.
وكما كان الحال بالنسبة للحالة الأولى من كورونا، والتي سُجلت لدى مواطن مغربي قادم من بؤرة الوباء بمدينة بيرغامو في إيطاليا عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، فإن أول حالة إصابة بخصوص السلالة المتحورة من الفيروس سجلت أيضا لدى مواطن مغربي قادم من الخارج عبر بوابة حدودية، ويتعلق الأمر بشخص مقيم في إيرلندا وصل إلى ميناء طنجة المتوسطي قادما من ميناء مرسيليا جنوب فرنسا.
وخلق هذا الإعلان حالة من القلق بدت جليا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث توقع كثيرون أن يكون هذا الأمر مقدمة للعودة إلى حالة الحجر الصحي الشامل التي فُرضت في 20 مارس 2020 إلى حدود 20 يونيو عندما أعلنت بيان مشترك لوزارتي الصحة والداخلية الشروع في تخفيف إجراءات الحجر تدريجيا، وهو الأمر الذي يعززه هذه المرة الصمت الحكومي تجاه الإجراءات المشددة التي ينتهي أسبوعها الرابع يوم غد مساء.
وفي 22 دجنبر الماضي أعلنت الحكومة فرض إجراءات مشددة تتضمن منع التجول ليلا وتقليص خدمات المقاهي والمطاعم ومنع التجمعات البشرية، والتي كان من المفترض أن تستمر لـ3 أسابيع فقط قبل أن يضاف إليها أسبوع رابع أوشك على نهايته، وذلك بسبب ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، لكن الأمر تزامن أيضا مع بروز بوادر تأخر وصول اللقاح الذي كان يفترض أن يصل إلى المملكة في دجنبر الماضي حسب تصريحات سابقة لوزير الصحة خالد آيت الطالب.
لكن ما يدعو للقلق أيضا هو أن ظهور السلالة الجديدة يأتي في وقت لا يُعرف فيه مصير حملة التلقيح التي تتكتم وزارة الصحة عن أسباب تأخرها، إذ إن الواضح إلى حدود الساعة هو أن المغرب لم يتلق أي جرعة من لقاحات “سينوفارم” الصينية التي جرى الاتفاق على استيرادها في غشت الماضي، ولا من تطعيمات “أسترازينيكا” البريطانية الحاصلة بالفعل على الترخيص المؤقت من طرف السلطات الصحية المغربية هذا الشهر.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أن التطعيمات التي ستصل للمغرب فعالة بخصوص السلالة الجديدة من فيروس كورونا، كما أعلنت أنها قد اقتنت 65 مليون جرعة منها لتشرع في حملة تطعيم تشمل 25 مليون مواطن، لكنها بعد ذلك فضلت التكتم على أسباب تأخر الحملة، ما يجعل العودة إلى الحجر الصحي، أو على الأقل الاستمرار في الإجراءات المشددة، الخيار الوحيد المطروح إذا ما ظهرت حالات أخرى مماثلة لتلك المسجلة يوم أمس.