اعلان
اعلان
مقالات الرأي

لا تجعلوا اللوائح الانتخابية هدفا وجوديا يا شباب مدينتي

اعلان
اعلان

 

تمنيت اليوم من شغاف قلبي أن تسلك الجمعيات والفعاليات الشبابية والمهتمون بالحياة العامة وبالشؤون المحلية، بالسياسات والبرامج العمومية،أن تسلك مسلك تقييم أثر هذه السياسات والبرامج والقرارات المتخذة على طول ولاية الحكومة والجماعات بمستوياتها الثلاثة وأداء الغرف المهنية أيضا.

اعلان

أتمنى من الجمعيات وهؤلاء الشباب أن يعقدوا لقاءات موسعة مع الساكنة بالأحياء والدواوير وأن يعرفوا من هاته الساكنة آراءها حول هذه السياسات في النظافة،الإنارة،الطرق،المرافق المحلية،الأمن الحضري، وحول الوضعية الاجتماعية بشكل دقيق..

تمنيت أيضا لو تتوفر هذه الجمعيات والتنظيمات الشبابية على وثائق برامج عمل الجماعات ومجلس العمالة ومجلس الجهة والتركيز على مساءلة وتقييم هذه البرامج بنفس تشاوري تشاركي وتكاملي لا بنفس صدامي وقدحي..

مالم أكن أتمناه حينها هو الانحراف عن هذا المسار والاتجاه رأسا إلى الاهتمام بالتواجد والتموقع باللوائح الانتخابية، أقولها صدقا العديد من الراغبات والراغبين في الترشح لعضوية المجالس المنتخبة حقا أقول إن لهن ولهم الحق دستوريا، لكن تغيب أسفا عليهم المعرفة السياسية، والتقنية والعلمية لتمثيل الساكنة لرسم إعداد،وتدبير السياسات والقرارات والبرامج الموجهة للإجابة على أسئلة الساكنة في الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية .

اعلان

أذكر الجميع أنه يبقى الآن من الزمن مايمكننا من طرح حوارات ونقاشات حول هذه البرامج وتقييمها للوصول إلى استشراف أولا برامج هؤلاء المهتمين بالترشح والتواجد بالمراتب الأولى باللوائح الانتخابية آنذاك يحق لهم ذلك، أما وأن العديد من هؤلاء فاقد للرؤية، فاقد للمعرفة بهذه البرامج التنموية، وبالقوانين والمراسيم، وبالمساطر المنظمة لكل العملية، فالمنطلق في نظري منحرف ولن يساهم في تحقيق التنمية والازدهار..

إن من بين أكبر هواجسنا اليوم المرتبطة بالمستقبل القريب هو هذا التهافت والتسابق المحموم غير المدروس والمطبوع بحماس غير استراتيجي قد يعيد لنا شبيه تلك النماذج الفاشلة و الفاقدة للأهلية، انظروا معي ل 75 عضوا بالجهة، وأمعنوا النظر في 86 عضوا بجماعة مراكش،من هم ومن أين أتوا وماعلاقتهم بالتدبير الجماعي التنموي، وماخبراتهم في التخطيط الحضري،وسياسة المدينة وما تصوراتهم لتنشيط المدينة ثقافيا ورياضيا، ما خططهم لجلب الاستثمارات؟

يمكن أيضا اليوم لفت الانتباه إلى أنه وفي حالة وجود معيار الشعبية والتجذر الترابي للراغبين في الترشح ،فهو معيار غير كاف وقد يكون فقط أداة في يد الآخر يستثمر فيه لصالحه.

إننا اليوم في حاجة ماسة لبدائل من نخب محلية ليس هدفها الوصول إلى كراسي المجالس المنتخبة ، لكن ما الذي تحمله معها هذه النخب من فهم وإدراك، من مشاريع لتنمية هذه المدن والقرى اجتماعيا وحضاريا.

رسالة أخرى للشبيبات والجمعيات والأحزاب دوركم اليوم وغدا من بين ما ينبغي أن تقومون به هو تأهيل وإعداد قيادات من نساء وشباب قادرة على التواجد الفاعل داخل المؤسسات المنتخبة ،لا التواجد الكمي الجامد أوالانتهازي الذي لا حاجة لنا وللتنمية به.

من هنا وجب تغيير بوصلة التهافت والجري وراء اللوائح والتموقع بالصفوف الأولى إلى التفكير أولا فيما يمكن أن يحمله هؤلاء “الطامحون القدامى والجدد” لتدبير شؤون المواطنين من بدائل ومشاريع تنموية تلامس معيشهم وكل جوانب حياتهم في ظل كل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها مجالاتنا الترابية اليوم وغدا.

فمهلا ، رويدا، ونعم للطموح، لكن شؤون الوطن والمواطنين لا تحتاج فقط للطموح والشعبية، تحتاج للخبرة والمعرفة السياسية والتقنية، تحتاج للكفاءة والأهلية والأخلاق..

ذ. محمد الفايجي

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى