إنتفض النشطاء الفيسبوكيون المغاربة بشكل عفوي، وبحس وطني عالٍ ودفاع مستميت عن المملكة الشريفة التي حاول إعلام العسكر الجزائري البئيس في كل مرة الإساءة إليها.
وتوحد المغاربة من مختلف انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الإيديولوجية، في رد الفعل الغاضب من إعلام قصر المرادية الذي فشل في أداء مهمته الأولى كإعلام، ولم يجرؤ على نشر ولو صورة واضحة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون واقفا ويمشي على كلتا قدميه بعدما أعلن عن عودته يوم أمس الجمعة من العلاج بألمانيا، وتوقف عند حدود الإخبار بعودته دون الغوص في تفاصيل العودة وكأن الشعب الجزائري ليس من حقه معرفة الوضع الصحي الحقيقي لـ”رئيسه”.
وليس غريبا هذا التمويه عن إعلام الجنرالات، والذي يمارسه بشكل رديء ومفضوح، لتشتيت انتباه الجزائريين الذين يعيشون الويلات مع نظام العسكر، وجعلهم ينساقون وراء الروايات الرخيصة التي يعمل على تسويقها ونشرها ومحاولة الضحك على ذقون الشعب الجزائري الذي لم تعد تنطلي عليه هذه الحيل البائدة، التي تعود إلى زمن الأنظمة العسكرية المؤسَسَة على التدجين والتنميط وتصدير الأزمات وخلق الأوهام ومحاولة جعل الجزائريين يثقون فيها.
وعلق نشطاء مغاربة على هذا العمل البئيس والرديء إخراجا ومضمونا، يظهر بشكل واضح الفشل الذريع لحكومة العسكر الجزائري في تدبير أزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولم يستسغ سلسلة النجاحات الكبرى المتتالية التي حققها ويحققها المغرب خلال العشرية الأخيرة، وأقنع العالم بالتفوق المغربي في القارة الإفريقية وفي شمالها على الخصوص، بل وأظهر للعالم بأنه يسير بسرعة ضوئية نحو التحديث والتقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي في زمن الأزمات الكبرى خلال هذا العصر، رغم محدودية إمكانياته، مقابل الإعلان الرسمي للفشل الجزائري رغم كل الإمكانيات البترولية التي يتبجح بها جنرالاتهم.
وعبر المغاربة عن غضبهم من هذا الكم الهائل من الحقد والتفاهة الذي يعتمل في نفسية العسكر الجزائري المهزوزة، والذي كشف بالملموس أنه يعيش أيامه الأخيرة جراء نضج وعي الشعب الجزائري، بزيف الروايات التي يقدمها له إعلامه الأصفر، والذي اقتنع هو الآخر أن الجنرالات في الجزائر هم أول عوائق التقدم والازدهار الذي يحلم به الشعب الجزائري الذي يكن لإخوانه المغاربة كل الاحترام و”الخاوة” بشكل متبادل.
كما كشف مقطع الفيديو الرديء في قناة قصر المرادية، أن الإعلام الجزائري وصل إلى درجة الصفر من الإسفاف والتدني الأخلاقي والتطاول السياسي، وأنه بالفعل جهاز من أجهزة الدولة العسكرية، والذي يمكن أن يقدم أي شيء إلا أن يكون إعلاما بالمعني الحقيقي للكلمة، ويقوم بأدواره المتعارف عليها عالميا “الإخبار، التثقيف، الترفيه..” ويساهم أيضا في تنمية الدول والشعوب، وأعطى نموذجا حقيقيا للرداءة والارتباك والاضطراب السياسي الذي يعيشه الجنرالات الذين وجدوا أنفسهم في ورطة أمام الشعب الجزائري ووجدوا أنفسهم في حيرة أمام رئيس جديد بدون رجل بعد استبداله بالرئيس المقعد عبد العزيز بوتفليقة”، فهل قدر الجزائريين أن يعيشوا أبد الدهر مع زعماء مرضى ومجانين.