في سابقة من نوعها في بلادنا تخرج جماعة العدل والإحسان ببيان عن الظرفية التي تعيشها بلادنا بسبب تفشي جائحة كورونا ،كما ثمنت جهود الدولة وتدعو لإحترامها ،وجاء البيان بتوصيات للأطباء المنتمين للجماعة تحفزهم فيها بإنخراطهم الفعلي في مواجهة الوباء ،وجاء البيان كالتالي :
تمر بلادنا ومعها سائر بلاد المعمور بمرحلة عصيبة ومحنة شديدة بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا المستجد، الذي أضحى يشكل خطرا داهما على حياة الأفراد والجماعات وتهديدا حقيقيا لمصالحهم الحيوية. ونضرع إلى المولى جلت قدرته سائلين إياه اللطف والحفظ والسلامة للجميع.
إن الوضعية الدقيقة التي يمر منها وطننا الحبيب تدعونا، أكثر من أي وقت مضى، إلى تكاثف الجهود وتضافر الإرادات لمواجهة هذا الوباء العميم، كما تدعو الدولة إلى الاعتبار من هذه الأزمة عبر مراجعة عميقة وشاملة للسياسة الصحية ببلادنا. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الانخراط الجاد والمسؤول في تصحيح الاختلالات الخطيرة التي يعرفها القطاع، وجعل صحة المواطن أولى الأولويات بالإضافة إلى رد الاعتبار للأطر الصحية وتقدير مكانتهم الاعتبارية والارتقاء بأوضاعهم المهنية والاجتماعية.
لقد اتخذت الدولة تدابير احترازية للحد من انتقال عدوى الوباء بين المواطنين، لا نملك إلا تثمينها، وندعو إلى التعاون من أجل إنجاحها وتيسير احترامها، ونطالب بضرورة المسارعة إلى معالجة آثارها الاجتماعية والاقتصادية على المواطنين.
في هذا السياق، ومن منطلق مسؤوليتنا الأخلاقية والمهنية، نعلن في قطاع الصحة لجماعة العدل والإحسان ما يلي :
1▪️ اعتزازنا بكافة الأطر الصحية، وتنويهنا بالمجهودات الجبارة والتضحيات الجسام التي تبذلها رغم الأخطار المحدقة والظروف الحرجة التي تشتغل في ظلها. فكل الشكر وخالص الدعاء للمرابطين الشرفاء المضحين بجهدهم ووقتهم وحياتهم حفاظا على حياة الآخرين وضمانا لسلامتهم من تداعيات هذا الوباء؛
2▪️ استعداد كل أطرنا للمزيد من الانخراط التام في كل المبادرات والأشكال التعبوية الهادفة إلى التصدي لهذه الجائحة ومساعدة المتضررين من آثارها؛
3▪️ مناشدتنا كل مهنيي الصحة من أجل مزيد من الصبر والتضحية وبذل الجهد في سبيل العناية بالمرضى وحسن التواصل معهم بمختلف الوسائل والإمكانيات المتاحة ضمانا لاستمرارية العلاجات؛ط
4▪️ دعوتنا إلى المزيد من التعبئة والتحلي بنكران الذات، وتجاوز كل الإشكالات والحسابات خاصة في هذه المرحلة الدقيقة؛
5▪️ تأكيدنا على ضرورة احترام حقوق الإنسان في تطبيق الحجر الصحي واتخاذ الإجراءات المصاحبة الكفيلة بإنجاحه؛
6▪️ دعوتنا كل المواطنين إلى المكوث في بيوتهم لأنها الوسيلة الأنجع لحصار هذا الوباء، وتثميننا لكل المبادرات التضامنية التي عبر عنها العديد من المواطنين المتطوعين؛
7▪️ تأكيدنا على ضرورة التزام الدولة بتوفير مقومات نجاح الإجراءات الاحترازية المتخذة، وتوفير الإمكانات والمعدات الصحية الكفيلة بحماية الأطر الصحية من كل المخاطر وضمان تأدية واجبهم في أحسن الظروف؛
8▪️ دعوتنا وزارة الصحة إلى الإسراع بتوظيف مهنيي الصحة المعطلين قصد تعزيز الموارد البشرية الصحية الحالية؛
9▪️ تنبيهنا إلى ضرورة الاستجابة للضرورات الاجتماعية والحاجات النفسية للمرضى ولعائلاتهم، ودعوتنا لتوفير شروط العيش الكريم للمعوزين منهم خصوصا التغذية الكافية ووسائل الوقاية.