نددت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمناسبة اليوم الأممي للمرأة الذي يحتفل به العالم، بالإستغلال والمعاناة التي يتعرضن لها النساء في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
وفي بيان صادر عن المكتب المركزي للجمعية ركزت فيه عن معاناة النساء العاملات وذلك خلال جائحة كورونا إذ شكلت النساء العاملات أكبر ضحايا الإصابة بالفيروس، سواء بمعامل النسيج بالمدن الكبرى أو بالقطاع الزراعي كما حدث بجماعة للا ميمونة، إضافة إلى حرمان العديد من النساء العاملات من الاستفادة من خدمات الضمان الاجتماعي بسبب عدم التصريح بهن من قبل المشغلين، حيث لازالت النساء بالقطاع الزراعي يشتغلن في ظروف مأساوية، ويتم نقلهن في شروط مذلة لكرامتهن الإنسانية وتتسبب في هدر الحق في الحياة للعشرات منهن سنويا، وقد عرت فاجعة طنجة عن ظروف العبودية التي تشتغل فيها النساء بقطاع النسيج في غياب تام لأبسط شروط الصحة والسلامة المهنية.
وجاء في نفس البيان أن جائحة كورونا قد عرت على العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي زادت من استفحال تردي اوضاع النساء، حيث ارتفعت البطالة في صفوف النساء وتم تخفيض ساعات العمل للعديد منهن، مما فاقم من هشاشة وضعهن وانتشار الفقر والهشاشة في صفوفهن وتعرضهن للعنف بجميع اشكاله.
وجدد المكتب المركزي مطالبه بإقرار دستور ديمقراطي ينص على الفصل بين السلط وعلى المساواة التامة بين النساء والرجال في الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافة دون قيد او شرط، وقانون أسرة مدني وعصري وديمقراطي يضمن المساواة التامة والفعلية بين الجنسين، ويتلاءم في جميع مقتضياته مع المنظومة الكونية لحقوق الإنسان، وملاءمة مدونة الشغل مع اتفاقيات منظمة العمل الدولية، والعمل على التطبيق الفعلي للقوانين التي تضمن المساواة في العمل، وتحمي الحق في الأمومة وتجرم التحرش الجنسي وكل الخروقات التي تطال حقوق العاملات،
وكذلك المصادقة على الاتفاقية 190 بشأن القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل، و التوصية رقم 206 من أجل عالم شغل خال من العنف والتحرش.
كما طالبت الجمعية بتغيير جدري وشامل للتشريع الجنائي المتعلق بالمرأة من أجل ضمان وصون كرامتها وتأمين حمايتها من كافة أشكال العنف المبنى على النوع، و بما يتلاءم مع مقتضيات اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء، وكذلك الإقرار بأهلية المرأة والاعتراف بدورها في إعالة الأسرة بعيدا عن ما يسمى القوامة للرجل، و الاعتراف بالعمل المنزلي باعتباره يساهم في الناتج الخام الإجمالي وذلك بالتعويض عنه.
تجدر الإشارة أن منظمة الأمم المتحدة قررت أن يتم تخليد هذا اليوم الأممي لهذه السنة تحت شعار : ” المرأة في القيادة : تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم COVID-19″ ، نظرا للدور الذي اضطلعت به النساء عبر العالم في مواجهة وباء كورونا ووقوفهن في الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس، سواء في مجال الرعاية الطبية او المنظمات المجتمعية.