أثار تعيين الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بطاطا، بُعيد لقاء الأمين العام للحزب مع مناضلي التنظيم تساؤلات عدة، تنتقد تارة الطريقة غير الديموقراطية التي وصل بها المستقيل حديثا من حزب الميزان، لقمة هرم حزب الجرار بالإقليم، و تارة ترحب أخرى بالوافد الجديد ذو التجربة في المجال السياسي لقيادة آلة ذات عجلات ضخمة قد تعلق في دروب السياسة ومتاهاتها التي لا تنتهي.
ديموقراطية عرجاء:
وصف بعض خصوم حزب الجرار ما أقدم عليه برلماني سابق – حصل في اللقاء التواصلي الأخير، على تزكية عبد اللطيف وهبي لخوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة- واستطاع استصدار قرار تعيين أحد مقربيه أمينا إقليميا بالفضيحة المدوية، التي تغيب عنها كل المساطر الديموقراطية المعمول بها في مثل هذه المحطات التنظيمية؛ مُعَدِّدين للخروقات التي شابت العملية كما يلي:
- عدم الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي لانتخاب الأمين الإقليمي ممن يحق له ذلك، وهو الأمين المنتهية ولايته – المنتخب في المؤتمر الوطني المنظم بالجديدة سابقا- الذي يجب ان يتخذ جميع إجراءات المؤتمر بدءا من حجز القاعة العمومية، ودعوة مناضلي الحزب ومنخرطيه …الخ
- عدم احترام المادة 21 من النظام الداخلي للحزب التي تنص على وجوب توفر شرط أقدمية سنتي انخراط كل من يتولى مسؤولية الأمين الإقليمي للحزب إلى حين نهاية حصر لوائح الترشيح.
- عدم إشراف أحد أعضاء المكتب الجهوي على المحطة التنظيمية لاختيار الأمين الإقليمي.
- تنظيم الاجتماع الذي أسفر عن تعيين الأمين الإقليمي في أحد المنتجعات بطاطا دون استدعاء المناضلين والمنخرطين من عموم مناطق الإقليم .
مناضلون “باميون” بارزون والحقيقة المُرة:
الحاج محمد فايز عضو المجلس الوطني وفي معرض إجابته عن ما تقدم، علَّق على عدم احترام المادة 21 من النظام الداخلي لحزب، قائلا “تنصيب الأمين الإقليمي الجديد في منصبه هو أمر مؤقت ريثما يتم عقد مؤتمر إقليمي يضم جميع المناضلين، بعد رفع وباء كورونا”، وعبَّر عن آثار هذا التعيين الذي سيؤدي إلى انسحاب مناضلين من الحزب بسبب هذه الممارسة.
مولاي الحسن العلوي الأمين الإقليمي السابق للحزب ونائب المنسق الجهوي حاليا، صرَّح في اتصال معه أنه لم تُحترم المادة 21 من النظام الداخلي للحزب، مضيفا أن سكت على ذلك لأن مسؤوليتيه الجهوية الحالية مُنحت له شفويا.
وقال المتحدث ” كان هناك إنزال يتزعمه النائب البرلماني المزمع ترشيحه في الانتخابات المقبلة، وهو من اقترح أن يكون تعيين الأمين الإقليمي الحالي، في غياب للمناضلين الذين لم يحضر ولم يُستدعَ منهم إلا 3 من بين مناضلين كثيرين”.
وأضاف العلوي أنه “ينبغي على جميع الباميين قول كلمتهم في هذا الأمر ولست انا لوحدي، لأنه متى فعلت ذلك، ساُتَّهم برغبتي في المنصب الذي لا ألهف وراءه” .
مهندسو نجاح البام:
في مقابل ذلك، يرى آخرون من الملتحقين بحزب الجرار أنهم القادرون على إدارة مِقود الجرار لتصل لعجلاته الضخمة إلى برها وبرلمانها بكل تُؤَدة، وبعيدا عن كل احتمال قد يُعرقل مسارها، باعتبار التجربة المتراكمة التي يمتازون بها في التجارب الانتخابية السابقة.