أثارت خطوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأمره جميع المؤسسات الحكومية أو الخواص الخاصة بقطع وإنهاء ارتباطها يالشركات المغربية علامات استفهام عديدة عن أسباب وأهداف هذا الأمر خلال هذه الظرفية، والتي تعرف نجاحا الرباط وتفوقها إقليميا ودوليا على جميع المستويات الدبلوماسي والاقتصادي وغيرهما.
وقال عبد الفتاح الفاتحي، باحث في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، في تصريح له، إن ما تقوم به الجزائر اليوم يعتبر نوع من التصعيد، خاصة أنه يأتي من أعلى قيادة سياسية في البلاد ويستهدف بعض القضايا الاقتصادية، بالرغم من أن هناك نوع من التعاون الاقتصادي، فيما يخص أنبوب الغاز الذي يمر نحو إسبانيا.
وأضاف الفاتحي، أن الجزائر تحاول اليوم تشديد الخناق على المملكة من أجل عدم استفادتها من ناحية الاقتصادية، وتحاول قدر الإمكان أن تخلق نوع من الإساءة والعداوة بين المغرب وموريتانيا، من أجل تضييق رقبة الانتصار على المملكة حتى لايصل إلى المحيط الإفريقي، باعتبار أن المغرب بدأ يضع أمام افريقيا نوع من سياسته الاقتصادية، عن طريق توقيع عديد الاتفاقيات مع عدد من دول القارة السمراء.
وأكد الخبير في قضايا الصحراء، أن الجزائر تصعد اليوم في إطار حملة للضغط على المملكة المغربية، لتقوية تحالفاتها خاصة مع موريتانيا بعد المحادثات الأخيرة لفتح معابر اقتصادية مع نواكشوط، وتكثيف الضغط الاقتصادي على الرباط من خلال إغلاق الحدود الشرقية لخلق أزمة على المناطق الحدودية، مبرزا أن الجزائر تعتقد أنها الطرف الأقوى من خلق مثل هده الأمور.
وشدد ذات المتحدث، أن الجزائر تقوم بحملات تحريضية لإفشال أي إمكانية لإحداث علاقات أو التفكير في تطبيع العلاقات مع المملكة مستقبلا، وهنا تبدأ حملة أخرى وهي صعبة عبر خلق نوع من الكراهية، بين الشعب الجزائري والمغربي.
وأشار عبد الفتاح الفاتحي، أن المنطق التي تشتغل فيه الجزائر، هو منطق يسير على منحى التطورات المتلاحقة من الأحداث التي ترتبط بموقف مغربي أصيل بدبلوماسيته الخارجية، موضحا أن الجزائر قامت بعمل مضني لدى الإدارة الأمريكية، من أجل تعديل موقفها وسحب الاعتراف وخروج من اتفاقية وقف إطلاق النار، ومحاولة تشديد الخناق على المملكة حيث فشلت فيهما.
وأبرز المتحدث ذاته، أن مجلس الأمن لم يتحدث بأن هناك وضع استثنائي، أو حالة خرق في منطقة الصحراء يهدد الأمن والاستقرار وهذا يعتبر انتصارا آخر قوي للمملكة المغربية، بكونها لم تغير وجهة نظر المجتمع الدولي في القضية.
أما بخصوص عدم قيام المملكة بالرد بنفس الشكل وقطع العلاقات الاقتصادية، أوضح الفاتحي أن المغرب لا تريد أن تكون القضية شعبية وجماهيرية، بل يريد أن تبقى ثورة فنجان عاطفي ترتبط بعقيدة عسكرية جزائرية تمثل نظاما محدود الأثار، بالنسبة لقضية اتحاد المغاربي بصفة عامة، لذلك لا تريد المملكة أن تدخل في هذا الخطاب الذي من شأنه أن يخلق احتقانات وأحقاد بين الشعوب المغاربية، في ضوء أن المغرب يؤمن في المستقبل بحتمية تطبيع العلاقات وخلق التوازن الاقتصادي والاجتماعي.