لا يخفى على أحد أن لوباء كورونا تأثيرات سلبية على المغرب شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم، إلا أن هذا التأثير بمستوياته الاقتصادية والاجتماعية –خصوصا- أن حدته اختلفت من مكان لآخر ومن منطقة لأخرى .
ولعل من بين الأحياء الأكثر تضررا بهذه الجائحة هو الحي المحمدي هذا الحي العريق الذي يعاني اليوم سكانه أكثر من أي وقت مضى ، من الفقر والتهميش والبطالة ، خصوصا أن عددا كبيرا من منهم كانوا يتخذون من نقاط تجمع الباعة الجائلين بمحيط قيسارية الحي المحمدي وسوق بازيل وسوق السلام أمكنة لتجارتهم البسيطة يعيلون بها أنفسهم وأسرهم وأقربائهم، إلا أن التدابير المتعلقة بفرض حالة الطوارئ الصحية قد دفعت إلى إزالة هذه الأسواق وتحجيم هذه التجارة وبالتالي حرمت كثيرين من أي مدخول وجعلت العديد منهم غير قادر على تحمل تكاليف الحياة من مأكل ومشرب ومسكن ولعل جولة صغيرة بين أزقة ودروب الحي المحمدي –سواء المشروع أو الكدية أو التقدم أو درب مولاي الشريف….- تبين أن العديد منهم قد عجزوا وعاجزون عن أداء واجبات الكراء وفواتير الماء والكهرباء منذ شهور خلت ، أمام هذا الوضع المأساوي والكارثي انتظر هؤلاء وغيرهم ممثلي الساكنة للتحرك والوقوف معهم وإسماع صوتهم لكن خاب أملهم، والمنتخبون الذين تم التصويت عليهم للوقوف إلى جانبهم وتمثيلهم والدفاع عن حقوقهم، تبين أن وجودهم كعدمه، منتخبون غابوا عن الميدان وعن خدمة السكان بمجرد انتخابهم، لا مساعدات للساكنة المعوزة في أوقات الشدة لا أسواق نموذجية –ولكم في حي البرنوصي خير مثال – لا إصلاحات في الأزقة أو الدروب –باستثناء تبليط بعض الأرصفة مؤخرا الذي تزامن بقدرة قادر مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية-، وكلما طلب أي مواطن إصلاحات من هذا القبيل يشيرون عليه بأن الأمر من اختصاص مجلس المدينة ، يا *أيها المنتخبون* المواطن البسيط ليس ضليعا في القانون الإداري وليس استاذا مختصا في اللامركزية إنه مواطن عادي وبسيط لا يميز بين اختصاصاتكم واختصاص مجلس مدينتكم إن كان له أي مطلب يخصكم فأجيبوه وإن كان طلبه لا يدخل في اختصاصاتكم فأنتم من عليه نقل احتياجاته ومطالبه لمجلس المدينة ومتابعتها إلى غاية تجسيدها على أرض الواقع، وقبل هذا وذاك فهو يأمل أن يراكم تباشرون اختصاصاتكم على أكمل وجه، فالحي المحمدي لم ير منكم صنيعا إيجابيا ، وجزء مما رآه هو تزويد الرئيس ونائبه ونائب نائب نائبه …. بسيارات نفعية كان الأولى توجيه الأموال المخصصة لها لخدمة الصالح المحلي ، فما حاجتكم في 10 سيارات أو أكثر إلى أين تتنقلون ماذا تفعلون بكل هذه السيارات، الحي المحمدي حي صغير دراجة نارية تكفي للتجول بين مختلف أزقته ودروبه خلال دقائق ، ذكرت السيارات على سبيل المثال لا الحصر لكن على مايبدو أنها الجزء الظاهر من جبل الجلي.
أيها المنتخبون *الأعزاء* بأي وجه ستواجهون ساكنة هذا الحي أين كنتم قبل الحجر الصحي أين كنتم خلال الحجر الصحي –التزمتم بتدابير الحجر ولازمتم بيوتكم- أين أنتم الآن أين إنجازاتكم أين وعودكم ماذا فعلتم –على الأقل بالمقارنة مع جماعات محلية تجاوركم- ماذا حققتم ، هل ستمنون على الناس البسطاء مؤازرتكم الشكلية لهم للحصول على وثيقة إدارية من حقهم –كانوا سيحصلون عليها بوجودكم أو في غيابكم- هل ستمنون على الناس نصبكم خيمة عزاء وبعض الكراسي بعدما يوارى أحدهم تحت التراب… هل ستمنون على الناس حضورهم ولائمكم الانتخابية، هلا ستمنون عليهم ….هل وهل وهل …
تتواثر الأخبار هذه الأيام بين الساكنة عن تسابقكم للتزكيات والصراع على تصدر اللائحات والانتقال بين التنظيمات واستقطاب سماسرة الانتخابات والتهييء للمأذبات والولائم وأشياء أخرى يستحيي الإنسان أن يذكرها، والله إن انتخبناك وقد رأينا منكم ما رأينا – حتى أننا لم نركم بعد انتخابكم – لكان حقا علينا أن نجازى بمثل صنيعنا ، ولو ابتلانا الله بكم من جديد لرضينا بقضاء الله وقدره وما رمته أيدينا في ذلك الصندوق.
لقد رفع جلالة الملك الغطاء عن الكثير منكم خلال خطاباته فالمواطن هو الأهم في العملية الانتخابية وهو مصدر السلطة وله سلطة محاسبتكم أو تغييركم بناء على ما قدمتموه خلال مدة انتخابكم.
فيا سكان الحي المحمدي انظروا ما قدم هؤلاء وحكموا ضمائركم وترفعوا على الفتات الذي يجود به المختفون هذه الأيام وابنو على الشيء مقتضتاه.