أسدل الستار مساء اليوم على انتخابات الغرف المهنية بإقليم طاطا، بعد أيام من الحملة الانتخابية الحامية بين مختلف التنظيمات السياسية المرشحة في هذه الاستحقاقات، بنتائج فاجأت العديد من المتتبعين للشأن السياسي بالإقليم.
ولعل المفاجأة التي أفرزتها هذه الانتخابات هو خسارة مرشحين للبرلمان في عقر دارهما؛ حيث خسر مرشح حزب الاستقلال – وهو البرلماني الحالي عن إقليم طاطا- ومرشح الحركة الشعبية – المرشح للبرلمان مستقبلا – أمام منافسيهما بأصوات مهمة؛ فيما ظل حزب الحمامة متربعا على رأس الأحزاب الفائزة بسبعة مقاعد من أصل تسعة عشر مقعدا، بالرغم من غيابه عن الساحة السياسية والنضالية إلا أن له تجربة في حسم معارك الاستحقاقات الانتخابية كما يُتداول بين الأوساط المحلية.
متتبعون للشأن المحلي أرجعوا مفاجأة هزيمة مرشح الميزان إلى تصويت عقابي له، بسبب غروره وعدم تحقيقه مطالب الفلاحين وتمثيلهم لدى الجهات العليا والمرافعة لحلحلة المشاكل والأزمات التي يعيشونها طوال المواسم الفلاحية، والاكتفاء بتلبية مصالحه الشخصية
وقد خفَّف رئيس المجلس الإقليمي الحالي وقع الهزيمة على حزب نزار البركة بتفوقه على غريمه المرشح للبرلمان بأصوات مهمة، أرجعها مقربون منه إلى رفض تسجيل العديد من الأسماء الموالية للحركة التي كانت ستميل الكفة لصالح السنبلة.
هذا وتعتبر دائرة طاطا من أكبر الدوائر من حيث عدد المسجلين، ويشكل قطاع الفلاحة الأبرز باعتبار اليد العاملة في الإقليم تشتغل في هذا القطاع؛ الذي حصل فيه مرشح حزب الحركة الشعبية على الرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات.
ولعل ما ميز نتائج هذه الاستحقاقات أيضا عدم حصول حزب العدالة والتنمية على أي مقعد؛ مما يطرح عدة تساؤلات حول مصير المصباح في الاستحقاقات المقبلة، والتي يتنبأ العديد من المتتبعين للشأن المحلي أن لا ترضي مناضليه على غرار انتخابات اللجان الثنائية الخاصة بالموظفين والتي لم تحصل فيها نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب على التمثيلية.
أعلنت النتائج الأولية لهذه الانتخابات، لبدأ بعدها الاصطفاف والاستقطاب لتشكيل المكاتب الجهوية للغرف، والتي قد تخرق كل الخطوط الحمراء التي رسمها كل طيف سياسي بداعي المصلحة الفضلى للعاملين بمختلف القطاعات المهنية.