كشفت مواقع جزائرية عن ماوصفته بالتدخل العنيف و الدموي وتبادل لاطلاق النار امس الاثنين بمقر بناية مديرية الأمن الداخلي بالعاصمة الجزائرية و ذلك ساعات بعد اقالة مدير الجهاز الاستخباراتي التابع للجيش الجنرال بوعزة الواسيني من طرف رئيس الأركان و نائب وزير الدفاع سعيد شنقريحة و ذلك سنة فقط بعد تنصيبه قائدا لجهاز الاستعلامات الداخلية.
و كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد شرع قبل أسبوعين في عملية تفكيك منهجي للجهاز الاستخباراتي المعنى بالشأن الأمني الداخلي للبلاد و ذلك بعد ثبوت ولاء رئيسه الجنرال الواسيني و دعمه لمنافس لتبون في الرئاسيات الأخيرة.
َ و منذ تنصيبه رئيسا سعى تبون تدريجيا إلى تفكيك الجهاز العسكري النافذ بالبلاد و الذي وضعه الرئيس المعزول بوتفليقة لأحكام السيطرة على البلاد.
و يعتبر الواسيني المقال بطريقة مهينة و مذلة بعد أن ظل مرشحا قويا لخلافة الجنرال الراحل قايد صالح الذي ما زالت شكوك تحيط بظروف وفاته المفاجئة..
و لعب الواسيني دورا أساسيا في محاصرة و اختراق قيادات الحراك الشعبي الجزائري لكنه دفع في الأخير ثمن معارضته لتنصيب تبون رئيسا للجزائر و تحفظه على تنصيب شنقريحة خلفا الراحل قايد صالح.
و تؤشر الاقالة المفاجئة للواسيني الذي يتحكم في جيش من ضباط و عملاء الاستخبارات السياسية و كذا الأجهزة الأمنية الموازية عن تطور خطير في حرب المواقع و تصفية الحسابات بداخل المؤسسة العسكرية النافذة بالجزائر التي تتحكم منذ استقلال البلاد قبل ستين سنة في مساطر. و كواليس تنصيب و تعيين رؤساء الدولة المتعاقبين على قصر المرادية.