قال المثقف المغربي والناطق الرسمي السابق بإسم القصر، حسن اوريد، ان هناك إتفاق ان ما نعيشيه خلال هذه الظرفية تحول كبير في تاريخ البشرية، وان في غضون العشرين سنة الأخيرة،” لم يكن متقوعا ان يعيش نصف البشرية في الحجر الصحي بسبب كورونا”.
وتساءل المثقف المغربي بعد ذلك في بث مباشر عبر صفحة “Covid19 MDIQ كورونا الرينكون” حول من سيقود العالم بعد هذه الأزمة، ف”هل ستبقى الريادة للغرب ؟”، مشيرا إلى التفوق الذي أظهرته الصين في مواجهة هذا الوباء، كقوة إقتصادية وكقوة لها جانب معنوي و أخلاقي من خلال الدعم الذي قدمته لبعض الدول، يضيف أوريد.
وفي هذا السياق يضيف الكاتب المغربي، الحضارة لا يمكن ان تنبني فقط على المكتسبات المادية او الإقتصادية، مؤكدا ان، الغرب ابان خلال هذه الأزمة عن قصور أخلاقي، مشيرا إلى ما وقع في أوروبا، بعد تخلي الدول الأوروبية عن دعم إيطاليا التي إجتاحها الوباء، ومتسائلا في ذات الوقت، عن مآل المجموعة الأوروبية بعد هذه الأزمة، والتي كانت تطمح إلى ان تكون قوة سياسية وعسكرية.
وفي الجانب الإقتصادي، يقول أوريد، انه، “سيطرح السؤال حول العولمة”، مضيفا، ان هذه العولمة التي اُعتبرت هي الحل وانها تقوم على قاعدة رابح رابح، الآن اصبحت مُساءلة.
وفي هذا الإتجاه، أبرز اوريد،” انه ينبغي ان نميز بين النيوليبرالية التي أخفقت، ورسخت تفاوتات وإختالالات إقتصادية وإجتماعية، والعولمة التي هي مد طبيعي ولكن ينبغي وضع حواجز وقواعد ناظمة، وبتعبير اخر ينبغي أنسنة العولمة، اي ان يكون لها طابع إنساني، لا ينبغي ان تكون متوحشة”، يضيف المتحدث.
في هذا الإطار تبين لأوريد، انه لا بديل عن الدولة، موضحا ان خلال هذه الأزمة التي يعرفها العالم، تبين ان الدولة لها دور اساسي في ضبط التوازنات وانها المرجع في الأزمات، مضيفا انه سنعيش عودة إلى الدولة الراعية.
وفي جهة أخرى، قال الناطق الرسمي السابق بإسم القصر، أنه “هناك اتفاق على أن الجيوش التي يجب أن نعبئها لهذه الأخطار هي الأطباء، ونرى أن الطب والصحة أصبحا أولوية”، متابعا في هذا الإتجاه، “لا غنى عن الطبيب والمثقفون الذين يطرحون الأسئلة، التكنوقراطي رجل أجوبة الجاهزة، أما المثقف ليس لديه أجوبة و يقدم أسئلة”.
وأبرز أوريد أن الأحادية القطبية سيئة، ولابد من خلق التوازن لضمان الأمن والإستقرار، والعالم يجب أن يكون متعدد الأقطاب، وهناك اتفاق أن الأحادية القطبية التي قادتها أمريكا لم تكن جيدة، موضحا، أن “هذه التغييرات ستنعكس على المغرب أولا على مستوى الخيارات الداخلية على رأسها مؤشر إيلاء الأهمية إلى قطاع الصحة، وثانيا ستنعكس على الأقطاب التي سيتعامل معها المغرب خارجيا لأن العالم سيتغير وسيفرز قواعد جديدة”.
وجوابا عن سؤال حول تأثير ازمة كورونا على رؤية النموذج التنموي للمغرب، أكد أوريد أن “أشياء كثيرة ستتغير، مع إكباري لكل من يشتغل في اللجنة، لا يمكن أن نفكر في نموذج تنموي بمعزل عن العالم وإكراهاته، هذه التغيرات التي تقع ستنعكس على رؤيتنا في ما يخص برامج ومشاريع.