اعلان
اعلان
ثقافة وفن

عبد العزيز الراشيدي:المثقف المغربي أصبح ينظر ببلاهة للأشياء وينتظر قيام الساعة..

اعلان
اعلان

على عكس بلدان أخرى، لا يهتم الكاتب المغربي بالشأن العام. لقد توقّف نبضه، تقريبا، وانتقل من حرارة المثقف العضوي خلال سنوات سابقة إلى المثقف التقني الذي يشتغل في المختبر بأدواته المعقّمة الخالية من أثر السياسة، ثم الرقمي الذي يكتسح مجلات العالم العربي، ثم الفايسبوكي الذي يكتفي بالتدوين، فالمثقف الصامت الذي يتنهّد ويلعن ويشجب في قرارة نفسه ولا يتكلم.

اليوم، لم يعد المثقف المغربي يولي ظهره للشأن العام فقط، بل أصبح بعيدا حتى عن الشأن الثقافي الذي يخصّه ويقع في صلب وجوده ويلامس قوته اليومي ويُوازن كيمياءه العصبي. لم تعد تُغريه النقاشات الثقافية التي تفرضها الأحداث الثقافية ( معرض الكتاب، الجوائز، وضعية القراءة…) وأصبح ينظر ببلاهة إلى الأشياء وينتظر قيام الساعة أو خروج المسيح الدجال.

اعلان

إننا نعيش لحظة مكثفة من الخذلان، بفعل الحسابات التي يضعها الكاتب والقراءات والتوقعات والخوف من المناورات والقراءات المقلوبة وتدقيق النظر في كل شيء. لقد انتقل عفن السياسة وحساباتها المجانية إلى فضاء الثقافة الذي من المفترض أن يبقى أصيلا وشامخا وصلبا ومتجاوزا للأزمات.

أقرأ، مرة مرة، نقاشا حول موضوع ما، وأبحث في التعليقات عن تجاوب( بالاتفاق أو الاختلاف) فلا أرى سوى الصمت، وأتخيل العيون الجامدة من خلف الزجاج تقرأ وتتنهد وتشجب في قرارة نفسها ثم تعود إلى شاشة الهاتف لتكنس الإيقاع بفيديوهات روتيني اليومي، محافظة على مسافة الأمان.

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى