عزيز المسناوي
أثار العزاء الجماعي الذي نظمه فنانون أمازيغيون من كل حدب وصوب من الأطلس المتوسط ومن الجنوب الشرقي إلى أسر الفنانين المرحومين لمواساتهم ( يوسف الحنصالي و نعيمة ثيثريت) بمدينة القصيبة التابعة ترابيا لإقليم بني ملال بإعجاب كبير من طرف جمهور غفير و متتبع لهذه الخطوة الإنسانية التي تهدف إلى إحياء روح الوجود لهذا الفنان المقصي من جميع حقوقه من طرف مؤسسات الدولة، فإذا تابعنا أغلب مسارات هؤلاء الفنانين تجدهم عصاميون ، فرضوا وجودهم بعيدا عن الاعلام الذي يروج و ينهج أسلوب الميز داخل الوسط الفني المغربي.
فضاء الاطلس المتوسط و الجنوب الشرقي المغربي بواحاته العجيبة خرج منه أساطير الفن الأمازيغي، ولكن للأسف لم يحظوا بنفس المراتب التي أعطيت لزملائهم الآخرين، كيف يعقل أن يتم إقصاء هؤلاء من الدعم الذي تمنحه وزارة الشباب و الثقافة و الإتصال
و المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و من مؤسسات أخرى تحتضن مهرجانات كبرى و ملتقيات…، إلى متى يعاد الاعتبار لهذه الشريحة التي تتلقى المساندة فقط من المعجبين و المحبين، و تهمل و تقصى في واضحة النهار؟
و تبقى خطوة اليوم التي كان من ورائها مؤثرون و إعلاميون، و أشخاص غيورون على الفن الأمازيغي، صحوة فنية ستجمع لا محالة مستقبلا الأسرة الفنية الأمازيغية التي تمتد من الأطلس المتوسط إلى الجنوب الشرقي، و الشكر إلى كل من ساهم في رد الاعبتار لهذه الشريحة و الخزي و العار للذين سمسروا و ركبوا على الإبداع الفني الأمازيغي الرزين.
