اعلان
اعلان
مقالات الرأي

الجيل المعطوب…و أتاي فرانسا!!!

اعلان
اعلان

 رشيد حمزاوي

 

اعلان

أجنح إلى مقاربة أحد الباحثين المغاربة المعروفين في مجال التحليل السلوكي النفسي، الذي وصف جيلا بكامله بالمعطوب، جيل عايش الفقر و لازم الحاجة وتماهى مع الفاقة و الحرمان.

هو جيل الستينات و السبعينات الذي عانى الويلات من أجل الوصول إلى المدرسة في العالم القروي و في المناطق النائية ذات البنيات الجبلية الوعرة.

جيل قاسى من هبوط درجات الحرارة تحت الصفر، جيل لم ير الجوارب إلا في تلاوة أحمد بوكماخ و كتاب lire et comprendre ، جيل صودرت طفولته و لم ينل حقه من اللعب الذي كان يعتبر ” ملهاة” و”مضيعة للوقت” و من شيم ” قلة التربية ” عكس ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل التي تعتبر اللعب حقا من حقوقه،جيل لبس ” صاندلات حلومة / نعايل ميكة ” .

اعلان

جيل كان يعتبر ارتداء ملابس جديدة نوعا من الممارسة البورجوازية بتحليل ماركس و انجلز و روزا لوكسمبورغ و لينين حتى، ونأى بنفسه عن ممارستها، و كان يتهم من يلبس رداء جديدا ب ” لاتشيتشي” كناية عن رفضه المبطن للاهتمام بالذات، جيل بكامله كان يعتبر الشخص “مناضلا” حين تبدو عليه علامات ” الزلط …الله ينجينا و ينجيكم” ، جيل كان يتقاسم فيه الإخوة حنبلا ( غطاء ) واحدا، جيل من الأطفال أرغم على العمل في مزارع الأسرة و ممارسة الرعي.

الجيل الذي انتقل إلى المدينة للدراسة عند الأسر القريبة التي احتضنته في ظل غياب مؤسسات الرعاية الإجتماعية( دور الطالب(ة)) و كأني به يشبه مسلسل ” من دار لدار” !!! جيل آمن بأن التعلم و الدراسة و التحصيل هو الوسيلة الوحيدة للترقي الإجتماعي في ظل الوضع المتردي للأرياف بعد السنوات المتتالية للجفاف و سياسات التقويم الهيكلي réajustement structurel في بداية الثمانينات و إملاءات صندوق النقد الدولي، التي فرضتها الريغانية و التاتشرية.

لقد تذكرت صديقا كان طالبا في الجامعة نهاية الثمانينات و بداية التسعينات رفقة أصدقائه الطلبة الذين كانوا يكترون منزلا في حي القدس، و لم يجدوا ما يقتاتونه، فاضطروا – كما حكى لي و العهدة على الراوي – أن يشربوا شايا لمدة أسبوع دون تجديد ” البراد” ، كانوا فقط يضيفون الماء و السكر و يضعونه تحت نار هادئة إلى أن أحمر لونه.

فمرة زارهم ضيف و سألهم عن سبب هذا اللون .فأجابه صديقي ” هذا تاي فرانسا” حتى لا ينكشف أمرهم. رفيق في الجامعة منحدر من إحدى مناطق جهة الشرق، حكى لي أن دوارا بأكمله يعدم وجود درهم، و كان يضطر إلى الجلوس صيفا بوجدة للعمل في أوراش البناء طيلة مشواره الدراسي الجامعي.

جيل كان يعتبر ملأ البطون قمة الحياة و الوصول الى الأهداف و ال outputs و داك الشي . فعلا انه جيل معطوب. ” وا دخلنا عليكم بالله واش هذا هو الجيل الذهبي؟؟؟؟ لواه الزعتر ” .

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى