شهدت واحة ايمي أوكادير بجماعة فم الحصن إقليم طاطا جهة سوس ماسة نشوب حريق مهول مساء يوم الثلاثاء 06 شتنبر 2022، حيث هرعت ساكنتها تلقائيا لتطويقها بالوسائل المتوفرة لديها ، في انتظار وصول رجال الوقاية المدنية والسلطات المحلية الى عين المكان .ولقد واجهت فريق الإطفاء عدة مشاكل وعراقيل منها : شح الماء بالساقية بسبب الجفاف وانعدام المسالك والممرات بالواحة، وهبوب رياح قوية زادت من انتشارها بسرعة .
عامل إقليم طاطا صلاح الدين أمال ، حضر بموقع الحريق وأشرف شخصيا على عملية الاخماد ، حيث تم التغلب على الحريق المهول بصعوبة، وبعد تدخل فرق مساعدة من إقليم طاطا ، هذا وقد استغرقت عملية الإخماد ليلة كاملة .
خسائر الحريق اختلفت التقديرات فيما بخصها ، وحسب المتدخلين والفاعليين والساكنة ، حيث صرح ممثل وزارة الفلاحة بمديرية طاطا للقناة الثانية على المباشر في نشرة الظهيرة ليوم الأربعاء 07 شتنبر 2022 في معرض حديثه أن الحريق شمل عدة مناطق متفرقة من الواحة ، أتى على أزيد من خمس هكتارات ، واحترقت أزيد من 3000 شجرة من النخيل واتلاف المحاصيل الزراعية ، ولا سيما تزامن الحريق مع موسم جني التمور،
وبالمقابل وبتاريخ 10/09/2022 أصدرت جمعية تركا الماتن للتنمية الفلاحية بيانا لها بشأن الحريق المهول الذي شب واحة ايمي أكادير فم الحصن مساء يوم الثلاثاء 06 شتنبر 2022، . وفي تقييمها الأولي للخسائر في كون الحريق أتى على ما يلي: أكثر من 25 هكتارا من المساحات المغروسة. أكثر من 20 ألف نخلة بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار المثمرة مثل : التين و الرمان و الخروب …
مما يشكل ضربة موجعة للساكنة عموما وللفلاح الصغير خاصة؛ اعتبارا لتزامن هذه الكارثة مع توقيت جني التمور التي تشكل موردا أساسي لعيشه دائما حسب بيان الجمعية .
وطالبت الجمعية المذكورة أعلاه الجهات المعنية كل حسب اختصاصه بالتدخل العاجل من أجل: ايفاد لجنة تقنية لتقييم الأضرار والخسائر بشكل دقيق والوقوف على حجم الكارثة. وبضرورة إقرار تعويض مادي منصف للمتضررين، و التعجيل بحفر ثمانية آبار وتجهيزها بالطاقة الشمسية مصحوبة بصهاريج على طول الواحة من أجل تقوية صبيب الساقية في ظل توالي سنوات الجفاف. الإسراع بتنقية سد ترشت من الأوحال. تمديد خطارات مو أفردو على امتداد 60 مترا. تنقية الواحة من مخلفات الحريق. توفير فسائل النخيل وشتائل الأشجار المثمرة ذات الجودة العالية وبكمية كافية للفلاحين بعد توفير مياه السقي. شق مسالك للولوج إلى داخل الواحة. مد قنوات لإطفاء الحرائق على طول الواحة. توزيع الأعلاف على المتضررين، توفير آلات طحن جريد النخيل و جذوعه. تزويد الجمعية بمحركات ووسائل إطفاء الحرائق،
وفي ختام بيانها قررت جمعية تركا الماتن للتنمية الفلاحية مراسلة كافة المصالح والجهات المختصة قصد حثها على التدخل العاجل من أجل التخفيف من هول الكارثة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي سياق متصل وبمناسبة تخليد اليوم العالمي للأرض بتاريخ 22 أبريل 2021 عبرت حركة مغرب البيئة في كتابها للمسؤولين الى ايجاد حلول لسبع مطالب ملحة الان تهم الواحات ،
كما تم تسليط الضوء على موضوع الحرائق بالواحات عدة مرات ، وخلصت الى عدة توصيات ومنها ضرورة التصدي للحرائق وعدم التساهل مع من يعتدي على الواحات ،حيث سبق للجنة التشاور المدني بإقليم طاطا أن قدمت مذكرة ترافعية لإنقاذ الواحات من الجفاف والحرائق والاجهاد المائي والتغيرات المناخية بتاريخ 08\07\2020:، طالبت اللجنة باتخاد إجراءات احترازية لتفادي وقوع حرائق بالواحات، خاصة أن الآلاف من أشجار النخيل التهمتها النيران بسبب الحرائق المتواصلة سواء بإقليم طاطا أو غيرها ، واعتبرت أن تكرار اندلاع هذه الحرائق يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر من جديد حول التحديات الكبيرة التي أصبحت تواجه الواحات، وتكاد تعصف بمنظومتها الإيكولوجية والثقافية…
وفي ختام رسالتها دعت لجنة التشاور المدني بإقليم طاطا كل الجهات والمتدخلين والمواطنات والمواطنين الى اليقظة وعدم التفريط في هدا الكنز الذي حافظ عليه الأجداد عبر السنوات ، وطالبت اللجنة بتوفير الحماية القانونية له ، والعمل على إدراج الواحات ضمن التراث العالمي الانساني اسوة بمناطق الأركان.
كما توجه منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان في وقت سابق بسؤال كتابي ومراسلات المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا بشأن الحرائق المتكررة للواحات ، وطالب بالتصدي الحازم والكشف عن مصير التحقيقات للرأي العام المحلي والوطني عن أسباب هذه الحرائق المتتالية ، متسائلا عن الاجراءات والتدابير التي تعتزم الدولة والجماعات اتخاذها للحماية والحفاظ على مكوناتها من جهة، ومن جهة أخرى عن المشاريع والبرامج المستقبلية لتنمية مناطق الواحات ، خاصة المتضررة منها بفعل الجفاف والحرائق والتغيرات المناخية ،
وخلاصة القول إن الواحات يمكنها أن تكون رافعة للتنمية المحلية بالجنوب المغربي ،لكن لابد من حمايتها من الزوال، وهو التهديد الذي سبق أن أطلقته «منظمة السلام الأخضر»، المعروفة باسم «غرينبيس»، ودعت فيها إلى «حماية هذه الثروات المهددة بالإختفاء والإندثار”.
اعلان
اعلان
اعلان