عقدة أبدية لازمت أمير قطر السابق عندما حل بإحدى المطارات بدولة أجنبية غير عربية فقدم جواز سفره للجمركي الذي لم يتعرف على دولة قطر ، و أقسم بأغلظ الأيمان منذ ذلك الوقت أن يجعل من دولة قطر الصغيرة بلادا ذات شأن عظيم، وقد بدأها بإحداث قناة الجزيرة سنة 1996 الذراع الإعلامي الذي شكل النسخة العربية لقناة CNN الامريكية التي واكبت حرب الخليج الاولى و حسمت عدة امور لصالح واشنطن في إطار القوة الناعمة SOFT POWER.وقد اعطت قناة الجزيرة ” في قطر” موقعا متقدما لدولتها الحاضنة في التدخل في عدة مناطق و تأليب الرأي العام ضدها. و أصبح لها موقع قدم في أفريقيا و سوريا و أفغانستان و ما دورها في الحراكات العربية الاخيرة في مصر و تونس و ليبيا إلا خير دليل . و جاء إرتفاع أثمان الغاز المسال ليعطيها فائضا ماليا سياديا جعلها تستثمر خارج الإمارة في الرياضة خاصة كرة القدم و في الموانئء و البورصات و غيرها . و لتجاوز عقدة القزمية فقد استغلت مناسبة مونديال كرة القدم الحالي للقيام بإستثمارات تجاوزت 220 مليار دولار في البنية الرياضية و التحتية و الخدماتية. لكن اللافت للإنتباه أن بعض الأصوات المحافظة بدأت تهلل لقطر و تعتبرها فتحت الباب على مصراعيه للدعاة لإدخال الضيوف الغير المسلمين إلى الدين الإسلامي، و هي تتناسى أن قطر رامت بهكذا label نوعا من إثبات انها قوية وتخلق بالتالي أواصر التواصل مع التيارات المتشددة لتستغلهم فيما بعد لحسم صراعات مع دول منافسة، و بأنها منتجة لقيم التسامح الديني دون أن تنسى أن ما تقوم به سيصبح سنة قد تستغلها دول اخرى ذات ديانات غير إسلامية ستحتضن المونديالات القادمةو ستعرض ابناءنا لنوع من الإستقطاب الديني، و سننبري إلى الإدانة دون أن ننسى أننا نحن من شجعنا على هذا السلوك.فالدين الإسلامي عظيم برسالته السمحة، و المسلمون مطالبون بإيصالها بمعاملاتهم و تجاوز التفكير في بناء دولة مستقبلية بالعودة إلى الماضي السحيق .فالتفكير يجب أن يحلل حيثيات الحاضر و يستحضر المستقبل و رهاناته و يستلهم الإيجابي من الماضي. لا التسويق بشكل كاريكاتوري ل ” منافع ” بول البعير و الحبة السوداء.