اعلان
اعلان
مقالات الرأي

أكذوبة الدراسات الثقافية الشعبية بالمغرب..قتل للتاريخ والهوية والذاكرة المغربية

اعلان
اعلان

بقلم : نور الدين هرهوري

إن الدراسات الثقافية الشعبية المغربية مجرد أكذوبة ومطية نحو الحصول على دعم ما، من جهة معينة ما، سواء كانت محلية وطنية، أو دولية عالمية، ليست غايتي واهتمامي اتهام أو تقزيم، وإنما تساؤل حول استمرارية المشاريع وترابطها بهدف بناء رؤية واضحة، تساهم في تأسيس وتشكيل مفاهيم بينة الحدود والدِّلالات، قادرة على إعطاء نفس وحياة جديدين للمادة الشعبية الحيوية الخام، لتكون منتوجا ثقافيا رصينا قابلا للفهم، والنقاش، ومن تم فهم الكينونة الهوياتية المتنوعة لأفراد المجتمع الواحد، وكذا ليكون النتاج قابلا للدراسة والتلقين.

اعلان

وإني على علم تام، لحد الساعة، بأن الاهتمام بهاته الدراسات الثقافية الشعبية من لدن ثلة من الذين دسوا وحشروا أنفسهم فيها بالقوة والإجبار، ليس بهدف بناء مشروع ثقافي فكري، وإنما نزوة عابرة تتجسد في تأويل مغلوط لظاهرة لغوية ما، أو ممارسة ميكانيكية لعادة أو تقليد، أو تلاوة كلاسيكية لورقة مأجورة مدفوع لها في إحدى المحافل القريبة إلى حد بعيد من المقولة الفرنسية ” les poètes du samedi soir”، ما يزيد من حدة غرابة المادة الشعبية الخام، التي تعتبر أُسًّا مشكلا للذاكرة والتراث والتاريخ الشعبي الوطني.

إن الانغماس في لب المادة الخام شرط واجب بل ومفروض، يأتي في مرتبة ثانية بعد الاهتمام الواعي بالذات الدارسة والآخر المدروس، أو الذات المدروسة والآخر الدارس، أو الذات الدارسة والمدروسة.

لعل جوهر الكذبة الكبرى غياب مشروع مفاهيمي قائم بذاته، وغياب منهج قادر على تذويب المادة الخام بغية مزيد من الفهم، التقرب من رؤى الماضي والتاريخ – لا قولا-، وإنما؛ محاولة عيش بالاسترجاع والتذكر المنتظم منهجا استنادا إلى الكائن وتمحيصا للذاكرة الجمعية المشتركة الإنسانية.

اعلان

الثقافة الشعبية المغربية بتعدد مشاربها حقيقةٌ، والاهتمام بتفاصيلها أكاديميا كذبة كبرى لا أكذوبة، بل الاهتمام بها أحيانا يكون تعسفا في حضرة جهل القيمة، وغياب الوعي والإدراك، فهي كالنشء كلما دللناه كان ضعيف العزيمة والقوام، إن الدلال هنا فتح باب تأويل المادة الخام إلى حدود الغرابة والتغريب.

سأقول لكم سر هذا التعسف الذي يطال الدراسات الثقافية الوطنية، إنه اهتمام وزارة الثقافة بالتراث المادي والأقرب إليه شكلا ووظيفة، متناسية أن اهتمامها حفاظ وتسييج لا دراسة وفهم للأبعاد التاريخية والمستقبلية للمادة الخام، كما أحمل المسؤولية كذلك إلى الجامعة المغربية المهتمة بالعلوم الإنسانية في جميع ربوع المملكة، لأنها لم تربطنا بتاريخنا الشعبي المغربي، كما ربطتنا بتاريخنا العالِم الشرقي، بل حذفت من الذاكرة الجمعية حلقة وصل كانت الأقدر على فهم الواقع، والدفاع عن المجال، فلا الجامعة المغربية قدمت خطة ومنهجا، ولا وزارة الثقافة بسطت مساندة معنوية ومادية.

ليبقى أشباه الدُّرّاس يدوسون على رقبة المادة الشعبية الخام نزولا عند رغبة جهات خارجية تحاول فهم الذاكرة الشعبية الوطنية في غفلة السياسي الأمي، والأكاديمي الانتهازي.

 

 

 

 

 

 

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى