يستمر رهان القوة بين روسيا من جهة و الغرب- بقيادة الولايات المتحدة – في دعمه لأوكرانيا من جهة أخرى، و قد بدت أوجه هذا الصراع في الترويج لمن سينتصر في معركة باخموت المنتمية لإقايم دونيتسك رغم محدودية دورها الاستراتيجي، لكن الطرفان يراهنان عليها لكسب الربح المعنوي و إضعاف الطرف الآخر . الأخبار القادمة من هناك تشير إلى أن القوات التابعة للشركة الخاصة فاغنر احتلت اليوم الاثنين مبنى البلدية و رفع العلم الروسي و هذا يعني أن باخموت أصبحت ” قانونيا ” تابعة لروسيا . بينما الاوكرانيون ينفون ذلك و يعلنون ان المعارك ما زالت مستمرة في ضواحي المدينة. فقوات شركة فاغنر مكونة من 6000 عسكري مدرب تدريبا عاليا و 20000 من القوات هم سجناء،سابقون في روسيا تلقوا تدريبات لمدة 7 اسابيع و أقحموا في المعارك بينما من الجهة الأوكرانية فأغلبيتهم إما أطفال أو شيوخ مؤطرين بالوطنية الأوكرانية ، و بدأت تظهر علامات التمرد في قوات كييف و منها كتيبة 228. فمنازل باخموت دمرت عن آخرها سواء كليا أو جزئيا و الموتى في الطرقات. و الحرب هي حرب عصابات داخل كل بيت مما يوحي بأن المعركة حامية الوطيس و تتميز بتفوق جوي للقوات الروسية المدعومة من المظليين. فزلنسكي يطلب الدعم العسكري من الصواريخ بعيدة المدى و الذخيرة لضرب العمق الروسي و مصادر الدعم و طرق الإمدادات و هذا ما ترفضه واشنطن خوفا من تطور الحرب إلى مستوى عالمي وتحت يافطة نفاذ الذخيرة التي يمكن استعمالها في حرب اقليمية أخرى من العالم . فواشنطن راهنت على تزكية الوطنية الأوكرانية للدفع إلى إبراز الوطنيات في الإتحاد الفدرالي الروسي و الهدف هو تفكيك روسيا، لكن الذكاء الروسي كان أقوى . فالدبلوماسية الروسية تبنت مفهوما جديدا New cancept و المسمى بالتفاعل التبادلي و الذي يعني تحريك كل القوى و الأشخاص المضادة للولايات المتحدة الأمريكية و دعمها في كل بقاع العالم لمحاصرة واشنطن . ف900 جندي أمريكي في سوريا محاصرة من طرف روسيا، و إيران مستعدة لضرب الدرونات الأمريكية في بحر العرب ، و أوبك plus أعلنت عن خفض مليون برميل يوميا من النفط الخام ، والصين قادمة بقوة و له دور جديد في منطقة الخليج و محاصرة المد الأمريكي .فمؤشرات انهزام أمريكا بادية، لكن المنهزم الأكبر هي أوروبا التي سخرتها أمريكا في هذه الحرب بدون أرباح. و معركة باخموت قد تبرز عالما جديدا متعدد الاقطاب تكون فيه روسيا إلى جانب الصين مقابل بريطانيا إلى جانب أمريكا. فهل انتصرت روسيا أم ننتظر الهجوم المضاد من طرف الغرب على باخموت ؟؟؟؟؟؟ الايام القادمة ستجيب.