و نحن على أبواب عيد الفطر السعيد الذي يأتي بعد ثلاثين يوم من الصيام و الصلاة و ما لها من تأثير على سلوكاتنا الفردية و الجماعية في اتجاه التقويم، فلا ننسى أن زيارة بسيطة إلى أي سوق من أسواقنا الشعبية، و إلا تقابلك مشاحنات بين الناس و مناكفات و شجارات و تشابكات بالأيدي، و هي أفعال بعيدة كل البعد عن أهداف هذا الشهر الفضيل ، وأن جينات العنف تسكننا و لها مسوغات عديدة لم تستطع منظوماتنا التربوية القضاء على هذا العنف بأشكاله الرمزية و المادية، و أن الممارسات التعبدية ما هي إلا أشكال من الواجب الديني الذي يبوءنا – على ما يبدو – مكانة اجتماعية ( statut social ) داخل النسيج الإجتماعي و إلا نعزل تحت مسببات عديدة. زد على ذلك الإسراف في موائدنا مهما اختلفت سلالم مواقعنا الإجتماعية و هذا يناقض بشكل تام اهداف شهر الصيام. فنحن محتاجون إلى فعل التضامن. فسلوكاتنا الاستهلاكية المفرطة في الأكل و الملبس لا تنسينا و نحن على أبواب العيد أن هناك أسرا تعدم الأموال الكفيلة بشراء لباس ، و أن هناك عائلات فيها يتامى يحسون بالدونية لأن أبناء الجيران توفروا على ملبس جديد فيما هم حرموا منه، و هذا يخلق جروحا و ندوبا لا يمكن للزمن أن يداويها. فرفقا بالمعدمين، و الدين يجب أن يؤثر في سلوكانا اليومية تجاه أنفسنا و تجاه المحيط ، و ليس طقوسا تعبدية نتغيى منها شهادة حسن سلوك من المجتمع .