إبراهيم هيلالي
انتشرت في الآونة الأخيرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ، ظاهرة ما يعرف ب ” البوز ” .
والتي داع صيتها في معظم الدول الغربية ، كما نالت البلدان العربية كذلك ، نصيبها من هاته الموجة ، لكن بمفهوم آخر .بعيدا عن الاستغلال الإيجابي والعقلاني للعالم الافتراضي ، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها ، مدخل لعالم وهمي لا حارس له ، وبئرا لا قعر له ومستنقعا لنشر تفاهات بعض من يسمون أنفسهم بال” مؤثيرن ” ، وتلويث مرآى ومسمع المشاهد ، بدأً من ترويج الشائعات ، ونشر الأكاذيب ، والحماقات ، من جهة ، ونقل فضائح المشاهير ، وفوضى الكتابات والصور الساخرة من جهة أخرى .
ومن النتائج السلبية ، يرى المتلقي أن ظاهرة “البوز” من طرف بعض “المؤثرين” أصبحت بضاعة رائجة ، ومهنة من لا مهنة له ، دون الحاجة للحصول على شهادة ، أو دورة تكوينية ، فبينما نرى الطالب منشغل في بحثه الأكاديمي ، والطبيب مع مرضاه ، والعالم في مختبره ، نجد في الجهة المقابلة ، أحدهم يتصنع الجنون ، وآخر يتصنع البلاهة ، ظنا منهم أن المال يصنع الاحترام والاهتمام ، وأن الحصول على متابعين، وتحقيق شهرة زائفة ، يزيد من قدرهم ومكانتهم في المجتمع .
إن مقاومة هذا النوع من التفاهة والانحطاط الفكري والاخلاقي ، يكون بالاستغلال العقلاني والممنهج ، لوسائل التواصل الاجتماعي ، وبنشر الوعي وبيان الآثار السلبية وراء متابعة هذا الهراء ، وعواقبه المدمرة على الجيل الناشئ ، وبتشجيع المواهب المتميزة ودعم المحتوى البناء .