عزيز المسناوي
جرت، بعد صلاة عصر أمس الأربعاء، بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل محمد بنسعيد آيت إيدر، المقاوم والسياسي المغربي، وذلك بحضور الأمير مولاي رشيد.
وبعد صلاتي العصر والجنازة، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى.
وجرت هذه المراسيم، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيد وذويه، وعدد من الوجوه السياسية والحقوقية والثقافية الوطنية حاضرة لإلقاء نظرة الوداع على الراحل.
وكان الملك محمد السادس بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم المجاهد والوطني الصادق محمد بنسعيد آيت إيدر.
وقال الملك في هذه البرقية: “علمنا بعميق التأثر والأسى بالنبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، المجاهد الكبير والوطني الصادق محمد بنسعيد آيت إيدر، تغمده سبحانه بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه”.
وأضاف الملك: “بهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم، ومن خلالكم لكافة أهل الفقيد العزيز، وذويه ولسائر أقاربه وأصدقائه، ولأسرته السياسية الوطنية، عن أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا وتعاطفنا، في فقدان رائد من رواد المقاومة المغربية، الذي برحيله المفجع فقد المغرب أحد أبنائه البررة الذي نذر حياته لمقاومة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، والدفاع عن حرية المغرب واستقلاله وكرامته، والذود عن وحدته الترابية، في تشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها”.
وتابع العاهل المغربي: “إننا لنستحضر في هذا الظرف العصيب، بكل تقدير وإكبار، المسار النضالي والحقوقي والسياسي الحافل والمتميز للراحل المبرور، المشهود له بدماثة الخلق وبالخصال الإنسانية الرفيعة، حيث ظل، رحمه الله، مثالا للوطنية الملتزمة والوفاء للمبادئ”.
ومما جاء في هذه البرقية: “وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، لندعو الباري عز وجل أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يبوئ الفقيد الكبير مكانا عليا مع المنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، ويجزيه الجزاء الأوفى على بلائه الحسن وعلى ما جسده من نموذج يحتذى في الإخلاص والتفاني ونكران الذات في خدمة المصالح العليا لوطنه، مصداقا لقوله سبحانه: [من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا]. و[إنا لله وإنا إليه راجعون]. صدق الله العظيم”.