عزيز المسناوي
لفظت سيدة حامل في عقدها الرابع، أنفاسها الأخيرة، صباح يومه الخميس، في طريقها إلى المستشفى المحلي بمريرت، الذي يقع على بعد حوالي 40 كيلومترا عن منطقة فلات.
القاطنة بمنطقة فلات جماعة أم الربيع التابعة للنفوذ الترابي لإقليم خنيفرة، وضعت مولودتها في بيتها في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حيث جاءها نزيف حاد في غياب أي إسعاف لنقلها إلى المستشفى المحلي بمريرت، فلم تجد حلا سوى الانتظار إلى غاية الخامسة والنصف صباحا للعثور على وسيلة نقل، خاصة مع توافد سكان الدواوير المجاورة إلى السوق الأسبوعي بمريرت، ليتكفل أحد المواطنين بنقلها على متن سيارته الخاصة إلى المرفق الصحي المذكور، والذي يبعد عن المنطقة بـحوالي 40 كيلومتر حيث تقطن الهالكة، غير أنها ما لبثت أن أسلمت الروح لبارئها.
وأكدت إدارة المستشفى المحلي بمريرت، لـجريدة “منبر 24” الإلكترونية أن “السيدة الحامل توفيت داخل السيارة الخاصة التي أقلتها إلى المركز”، مشيرة إلى “أنها وصلت المستشفى جثة هامدة”.
وأضافت المصادر ذاتها إلى أن “إدارة المستشفى المحلي لم تكن لتذخر جهدا لإسعافها لو جيء بها قيد الحياة، لكنها للأسف الشديد وضعت المولود في منزلها، ولم تقصد المستشفى إلا بعد فوات الأوان، ولم تتلق أي إرشادات طبية بالمستشفى خلال الـ 9 أشهر الأخيرة.
وأشارت إدارة المرفق الصحي إلى أن سكان الجماعتين القرويتين أم الربيع والحمام لايقصدون دار الأمومة قبل الولادة رغم جهود التوعية بخطورة الإنجاب المنزلي التقليدي، وما يمكن أن يحدث للأم في حالة نزيف، مثلما وقع للسيدة التي توفيت صباح اليوم.
وجرى إيداع جثمان المفارقة للحياة بمستودع الأموات، في انتظار تعليمات النيابة العامة، وإذا كانت ستقرر إخضاع الجثة للتشريح الطبي أو الاكتفاء بالمعاينة الطبية، بينما فتحت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بالحمام بحثا في النازلة، تحت إشراف النيابة العامة، من أجل تحديد ظروف وملابسات الواقعة.
جدير بالذكر أن عامل الإقليم خنيفرة محمد فطاح والوفد المرافق له أشرف مؤخرا على تدشين مشروع دار الأمومة بمدينة مريرت، بتكلفة مالية بلغت 1.13 مليون درهم، وذلك في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يهم “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، في محوره المتعلق بتقوية نظام صحة الأم والطفل، تقريب الخدمات الصحية من النساء ودعم ومواكبة المرأة الحامل قبل وبعد الولادة.