انقطاع الماء الصالح للشرب يدفع سكان جماعات طاطا إلى اللجوء للوديان لتأمين حاجاتهم من الماء
تئنُّ جماعات إقليم طاطا، الواقعة في الجنوب الشرقي من المغرب، تحت وطأة أوضاع عسيرة بسبب انقطاع الماء الصالح للشرب ، مما دفع الأهالي إلى البحث عن موارد بديلة. فقد أُرغم كثيرٌ منهم على قصد الوديان، يحدوهم الأمل في جلب ما يلزمهم من الماء لسد حاجاتهم اليومية.
ويتفاقم الأسى بين سكان هذه الجماعات من جراء تكرار الانقطاع، الذي ازداد سوءًا في الآونة الأخيرة، حتى أثر في مجريات حياتهم اليومية، ولا سيما في ظل ما شهده إقليم طاطا، وصار التزوّد بالماء من الوديان هو السبيل الأوحد أمامهم، على الرغم من أن المياه المتاحة في تلك الوديان قد لا تكون صالحة للشرب أو للاستخدام المنزلي، لما قد تحمله من تلوث.
وقد أفاد أحد سكان هذه الجماعات المتضررة قائلًا: “لقد بتنا نكابد يوميًا من أجل توفير الماء، فنلجأ إلى الوديان لجلبه، بيد أننا لا نعلم يقينًا مدى صلاحية هذه المياه للشرب، فضلًا عن كون هذا الحل غير مستدام؛ إذ يضطر المرء أحيانًا إلى قطع مسافات طويلة وشاقة للوصول إلى تلك الوديان”.
ويُعزى انقطاع الماء، بسبب السيول . وتزيد هشاشة البنية التحتية المعنية بتوزيع المياه من وطأة الأزمة؛ إذ تتكرر الأعطاب في الشبكات، مما يؤدي إلى تعطل وصول المياه.
وفي ضوء ذلك، تبذل السلطات المحلية جهودًا للتخفيف من معاناة السكان، ومنها توفير صهاريج متنقلة لتوزيع المياه في بعض المناطق المتضررة. بيد أن هذه الحلول تظل قصيرة الأمد، ولا تفي بالغرض في ظل الحاجة الملحّة إلى تدابير جذرية.
وتنادي هيئات المجتمع المدني بضرورة تسريع التدخلات ، لتأمين وصول الماء الصالح للشرب إلى كافة سكان الإقليم. كما تُلحّ على ضرورة تحسين البنية التحتية وتوسيع شبكة توزيع المياه لتفادي وقوع أزمات مماثلة في المستقبل.
وفي انتظار حلول ناجعة، يظل سكان جماعات طاطا معتمدين على الوديان ، مما يزيد من حدة معاناتهم ويعرضهم لمخاطر صحية .