قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الجمعة بنيويورك، بالمشاركة في الاجتماع الوزاري العام الـ14 للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، المخصص للتحديات الأمنية المرتبطة بتطور التهديد الإرهابي في إفريقيا.
وأبرز بوريطة في مداخلة خلال هذا الاجتماع، المنعقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الحاجة العاجلة إلى تنسيق المبادرات وملاءمتها مع الوقائع الإفريقية، مذكرا بأهمية القارة الإفريقية في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب.
وأكد ضرورة العمل بشكل استباقي وفعال، مشددا على أن “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية لا ينبغي أن تشكل ذريعة للتقاعس عن العمل أو الإذعان لصيغ جاهزة”.
وواصل بوريطة أن إفريقيا لا يمكن أن تسلم زمام أمورها لمؤسسات تعمل نيابة عنها، مبرزا أن الوقت قد حان لاعتماد مقاربة دينامية ومباشرة تدعم جهود البنيات الوطنية لمحاربة الإرهاب وكذا المبادرات الإفريقية متعددة الأطراف.
كما ذكر الوزير أن الدور الهام الذي يضطلع به المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في استباق التهديدات الناشئة، لا سيما في القارة الإفريقية. وقال إن المنتدى، المشهود له بالقدرة على تحديد اتجاهات الإرهاب وصياغة التوصيات الملائمة، مدعو لمواصلة هذا الدور الاستباقي لمنع التهديدات الإرهابية والتصدي لها.
وشدد على أهمية المبادرات الإفريقية في مكافحة الإرهاب، من قبيل “منصة مراكش لرؤساء وكالات الأمن ومكافحة الإرهاب في إفريقيا”، التي تم تطويرها بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والتي تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي بين الفاعلين الأمنيين الإفريقيين في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا “مسلسل أبوجا” و”مبادرة أكرا”.
و أفاد بوريطة أن هذه النماذج للتعاون الإقليمي تشكل أمثلة ناجحة لتنسيق الجهود، ويتعين إدماجها ضمن الاستراتيجيات الكبرى للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بهدف الرفع من فعاليتها.
وتطرق الوزير إلى مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومقره بالرباط، باعتباره نموذجا للتعاون الناجح، إذ يعمل على إضفاء الطابع المحلي الفعال على المبادرات العالمية للاستجابة للحاجيات الخاصة بالمنطقة.
وخلص بوريطة إلى الدعوة لتقوية القدرات المؤسساتية للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والمؤسسات التابعة له، من خلال برامج ملائمة لتعزيز القدرات، والتي تمكن المؤسسات المحلية من تدبير أفضل للتهديدات الإرهابية ودرء مخاطرها.
ويهدف المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يضم 32 بلدا عضوا وشريكا من بين الأكثر انخراطا في مكافحة الإرهاب، إلى النهوض بالتعاون الدولي بهدف تطوير الاستراتيجيات والممارسات الجيدة في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب بجميع أشكاله.
وتولى المغرب رئاسة هذا المنتدى لثلاث فترات متتالية ما بين 2015 و2022، عمل خلالها على توطيد دوره القيادي ضمن الجهود العالمية من أجل السلام والأمن في إفريقيا والعالم.