كشف استطلاع حديث للرأي العام المغربي، بعنوان “اتجاهات الرأي العام المغربي نحو القضية الفلسطينية”، أن غالبية المغاربة يدعمون بقوة القضية الفلسطينية والمقاومة، ويرفضون التطبيع مع الكيان. يأتي هذا الاستطلاع في سياق استمرار العدوان الغاشم على غزة منذ أكتوبر 2023. وأُنجز الاستطلاع بمشاركة 13,857 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و70 سنة، تحت إشراف الباحث في العلوم السياسية حسن حمورو.
وأظهرت النتائج أن 98.3% من المشاركين يعتبرون المقاومة الفلسطينية حقًا مشروعًا لمواجهة الاحتلال، فيما رفض 95% التطبيع مع الكيان المعلوم، مقابل نسبة هامشية بلغت 1.6% أيدت التطبيع، و3.4% أعربوا عن عدم اهتمامهم بالموضوع. وبخصوص أحداث “طوفان الأقصى” التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، اعتبر 97.1% من المستجوبين أنها مقاومة مشروعة، بينما رأى 2.9% أنها هجوم غير مبرر.
كما أكد الاستطلاع أن القضية الفلسطينية تُعد قضية كل المسلمين، حيث أجاب 98.5% من المشاركين بأن فلسطين تمثل قضية الأمة الإسلامية جمعاء، بينما اعتبر 0.9% أنها تخص الفلسطينيين فقط، و0.6% بأنها قضية العرب. في المقابل، اعتبر 96.9% من المشاركين أن العمليات العسكرية للكيان على غزة هي “عدوان وإبادة جماعية”، بينما وصفها 3.1% بأنها دفاع عن النفس.
وفي ظل استمرار العدوان على غزة، أشار الاستطلاع إلى أن 85.5% من المغاربة يرون أن مستوى التضامن الشعبي مع الفلسطينيين “غير كاف” ويطالبون بمزيد من الفعاليات التضامنية، في حين رأى 14.5% أن التضامن الحالي كافٍ ومؤثر. وأفاد رشيد الفلولي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، أن المغرب شهد منذ أكتوبر 2023 تنظيم أكثر من 5,000 مظاهرة، بمعدل وقفة تضامنية يوميًا، بينما نظمت الجبهة المغربية للدفاع عن فلسطين وحدها 817 فعالية تضامنية، بينها 188 مسيرة كبرى.
وعن الموقف الرسمي المغربي من القضية الفلسطينية، أظهرت النتائج تباينًا في الآراء؛ حيث اعتبر 50.6% أن الموقف الرسمي داعم للقضية الفلسطينية، بينما رأى 49.4% أنه غير داعم. ويعزى هذا التباين إلى ما وصفه المشاركون بالتغطية الإعلامية الرسمية “الباهتة”، وانتشار تقارير ومقالات رأي تُشكك في المقاومة الفلسطينية. ورغم ذلك، شدد المغرب في مناسبات رسمية على دعمه للقضية، حيث أكد الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، هذا الموقف عبر رسائل ومساعدات غذائية ودوائية أُرسلت إلى غزة والقدس.
