اعلان
اعلان
مجتمع

دراسة.. عوامل طبيعية تهدد سحليات الورل الصحراوي في المغرب

دراسة.. عوامل طبيعية تهدد سحليات الورل الصحراوي في المغرب

اعلان
اعلان

توصلت دراسة ميدانية قام بها ثلاثة باحثين، مغربي وأجنبيان، إلى أن سحليات الورل الصحراوي (Varanus griseus)، التي تعتبر أكبر أنواع السحالي المنتشرة بالمغرب، خصوصا بالمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، تواجه تهديدات كبرى بانقراضها بالمملكة.

اعلان

من بين هذه التحديات التي تواجهها هذه الزواحف بالمغرب، وفق الدراسة نفسها، “تدميرُ الموائل، والوفيات على الطرقات، فضلا عن الاستهلاك البشري وتجارة الحيوانات الأليفة غير المنضبطة، وتداعيات الاحتباس الحراري العالمي؛ الأمر الذي بات بمثابة ضغط على هذا النوع من السحليات المدرج مسبقا ضمن الأصناف المهددة بالانقراض”.

و شمل العمل الميداني الذي كان وراءه الباحث المغربي بجامعة ابن زهر بأكادير، عبد الله بوعزة، واثنان من الباحثين الأجانب، مجموعة من الملاحظات بخصوص هذا الموضوع، منها أن “مراقب الصحراء هذا يعرف تناسل مجموعة من الخرافات المحلية التي تهدده، ككون هذا النوع من الزواحف يهدد الإبل بالصحاري، مما يجعلها تتعرض لعملية مطاردة بشرية تنتهي بإخضاعها لعملية تجفيف تقليدية”.

كما لفت الانتباه إلى أن “السكان المحليين يعتقدون بكون وضع هذه المومياوات المحنطة من السحالي يطرد الزواحف الأخرى، بما فيها الثعابين. ويمكن كذلك أن يستعمل لأغراض أخرى ترتبط أساسا بالطب التقليدي؛ الأمر الذي ينضاف إلى إشكاليات أخرى ذات منشأ طبيعي”.

اعلان

و من بين هذه التحديات كذلك، نجد “المطفيات المستخدمة لتجميع مياه الأمطار بالمناطق القاحلة”، حيث بيّن معدو الدراسة أن “هذه البنيات الخرسانية تشكل تهديدا للعديد من الزواحف بالمغرب، بما فيها زواحف الورل الصحراوي، إذ تم توثيق 42 حالة تخص 48 سحلية من هذا الصنف”، موضحين أنه “تم اكتشاف عدد من هذه السّحليات تقضي على مستوى الطرقات بفعل حركية السير”.

و أكد الباحثون الثلاثة على أن “هذا النوع من الزواحف يكون كذلك ضحية للأحواض البلاستيكية الخاصة بجمع مياه الفلاحة التي يتم تشييدها من قبل الفلاحين بمناطق شبه صحراوية، حيث تم التعرف على بعض هذه الحالات خلال زيارة ميدانية، والتي تمثل عددا من الأجيال”.

كما أشارو إلى أن “هذا التهديد الذي جرى رصده يرتبط أساسا بتمدد هذه الأحواض المائية البلاستيكية التي تستخدم في مجال زراعة البطيخ بالجنوب الشرقي على سبيل المثال، وهو ما يهدد أصنافا أخرى كذلك من الثعابين والضفادع”، وتابعوا بأن “مشكلة آبار ومطفيات الصحراء تعتبر تهديدا للحياة البرية وتعرض مجموعة من الزواحف والثديات للخطر، إلى جانب اللافقريات والطيور والبرمائيات والزواحف”.

وناقشت الدراسة حديثة الصدور بمنصة “ريسيرش غايت”، تسجيل هلاك 58 في المائة من زواحف الورل الصحراوي أو مراقبي الصحراء على مستوى الأحواض المائية البلاستيكية والمطفيات الخرسانية المشيدة بمناطق صحراوية.

وسجلت أن “معالجة هذه المشكلة تتطلب اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة، إذ إن الإحصائيات التي تم التوصل إليها تؤكد أولوية التدخل وشدة التهديد الذي تعرفه هذه الزواحف بالمغرب؛ فالقيامُ بتدابير لحماية السحالي والتخفيف من تهديداتها أمر مهم من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي”.

ومن ضمن مقترحات الباحثين الثلاثة في هذا السياق ، “القيام بحملات للتوعية العامة بخصوص ضرورة حماية هذه السحليات”، إلى جانب “القيام بالتوعية بخصوص مسألة المعتقدات والخرافات التي تترصد هذا النوع من الزواحف”.

جدير بالذكر أن الواقفين وراء هذه الدراسة قاموا بزيارات ميدانية لمجموعة من المناطق بالمغرب ذات المناخ الصحراوي أو شبه الصحراوي، منها زاكورة وفجيج ومرزوكة وجهة درعة-تافيلالت، فضلا عن آسا والسمارة، حيث جرى اكتشاف مجموعة من المعطيات الطبيعية والبشرية التي تهدد تواجد زواحف الوعل الصحراوي أو مراقبي الصحراء بالمغرب.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى