في خطوة غير مسبوقة، أصدرت الطفلة المغربية آية حمدون ابنة مدينة تاهلة بإقليم تازة ، ذات العشر سنوات، مجموعتها القصصية الأولى بعنوان “آيريس وطفلة الشمس”، لتثبت أن الإبداع لا يعرف عمراً ولا حدوداً. آية، التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، قدّمت في مجموعتها القصصية نصوصاً تجمع بين البراءة والإبداع العميق، وتطرح من خلالها أسئلة كبرى حول الإنسان والعالم.
تتميز مجموعة “آيريس وطفلة الشمس” التي نشرتها “منشورات النورس”، بكونها موجهة للأطفال، لكن أبعادها الفكرية والفلسفية تجعلها تتجاوز هذا الإطار. ففي قصصها، تناقش آية قضايا كبرى بأسلوب حالم، وهي تسلط الضوء على مشاهد من الخيال العلمي، وتستعرض تداخل العوالم بين المدينة والقرية، مشيرة إلى التغييرات التي شهدتها المجتمعات مع تطور الحياة الحضرية.
وفي تقديمه للمجموعة القصصية، أكد الأستاذ عبد الرحمان بوطيب أن آية حمدون تمثل حالة خاصة بين المبدعين الصغار، إذ يمتزج في قلبها الإبداع الكبير بطفولة مشاغبة، ما يجعل أعمالها تحمل نفساً ناضجاً رغم صغر سنها. وأضاف أن هذه المجموعة القصصية هي بمثابة إعلان عن موهبة واعدة ستترك بصمتها في الساحة الأدبية المغربية.
وفي التعريف بالمجموة القصصية كتبت سعيدة الرياحي أنها “تمتح من متخيل واسع من الخيال العلمي، إلى ذلك التداخل بين عوالم المدينة وما فرضه تطورها الحضري والقرية والانتقالات الجريحة التي رافقتها، وتلك العوالم القصية لمبدعة صغيرة بخيال كبير، تصوغ بلغة أنيقة عباراتها ورؤاها إلى الزمن والتاريخ والإنسان، برؤية تتجاوز بكثير عمرها ومستوى أقرانها”، وزادت: “آية حمدان هي آية متميزة تضيء سماء الإبداع المغربي، بباكورة عملها الذي نتمنى ألا يكون بيضة الديك؛ لأنها طاقة واعدة ومتميزة”.
فمن خلال مجموعتها، تطرح آية، في كلماتها البسيطة، أسئلة ذات عمق إنساني: “الشمس غاضبة… والأرض خائفة أن تحترق”، مما يعكس وعيها المبكر بقضايا عالمية كبرى مثل التغير المناخي والبيئة، ويحثنا على التأمل في واقعنا المشترك.
إن هذه المجموعة هي بداية واعدة لمبدعة صغيرة تحمل في طياتها خيالاً كبيراً، وتنير سماء الأدب المغربي بموهبتها الفريدة.