
عرضت المملكة المغربية، أمس الثلاثاء في مدينة شنغهاي بالصين، آفاق صناعة السيارات الكهربائية خلال حفل إطلاق معرض الشرق الأوسط وإفريقيا للتنقل المستقبلي. الحدث، الذي نظمته مجموعة “إم أي إي”، شهد مشاركة مسؤولين من المملكة العربية السعودية وكينيا، إلى جانب ممثلين عن شركات صينية متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية وتنظيم المعارض.
كما خصص منظمو المعرض ورشة عمل خاصة بالمغرب، بحضور شركات رائدة في صناعة السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى ممثلين من المجلس الصيني لتشجيع التجارة الدولية لأقاليم جيانغسو وشنغهاي ووشي تشوتشو وتشيجيانغ. وخلال الورشة، تم استعراض التجربة المغربية في هذا القطاع، ومناقشة سبل تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال صناعة السيارات الكهربائية.
وقد شاركت المملكة المغربية، ممثلة في سفارتها ببكين، في حفل إطلاق “معرض الشرق الأوسط للتنقل المستقبلي”، حيث تم الإعلان عن تنظيم “معرض إفريقيا للسيارات الكهربائية والتنقل” في مدينة الدار البيضاء، والمقرر إقامته من 19 إلى 22 نونبر المقبل.
وخلال هذا الحدث، قدم رضوان شوقي، نائب سفير المغرب بالصين، عرضًا سلط فيه الضوء على التجربة المغربية في صناعة السيارات، وناقش سبل تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال السيارات الكهربائية. وأشار شوقي إلى أن المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يولي اهتمامًا خاصًا لتعزيز التنمية الاقتصادية والابتكار الصناعي، مع التركيز على تعميق التعاون مع الصين في هذا القطاع.
وأكد شوقي أن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا على مدى العقدين الماضيين ليصبح مركزًا استراتيجيًا عالميًا لصناعة السيارات، وأوضح أن المملكة، بفضل بنية تحتية ذات مستوى عالمي وقدرات إنتاجية تنافسية، أصبحت الأول في صناعة السيارات في إفريقيا وأحد أكبر المصدرين العالميين إلى أوروبا. كما أبرز توفر المغرب على يد عاملة شابة ذات كفاءة عالية، إضافة إلى القدرة على الوصول إلى أسواق ضخمة بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي تشمل أكثر من 50 دولة، مما يعزز من فرص التعاون التجاري والاقتصادي بين المغرب والصين.
وفي إطار التعاون المغربي الصيني في صناعة السيارات، أكد شوقي أن الشركات الصينية يمكنها الاستفادة من المزايا الكبيرة التي يوفرها المغرب في مجال الاستثمار، مما يجعل المملكة وجهة مثالية لهذه الشركات التي تسعى للتوسع عالميًا. وأشار إلى أن العديد من الشركات الصينية قد استثمرت بالفعل في قطاع السيارات بالمغرب، خاصة في مجالات تكنولوجيا البطاريات، مكونات السيارات الكهربائية، ومصانع تجميع السيارات.
وأوضح شوقي أن الهدف في المستقبل يكمن في تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير، نقل التكنولوجيا، وتنفيذ المشاريع المشتركة في قطاع السيارات الكهربائية. وفي هذا السياق، تعمل مجموعة “إم أي إي” على تعزيز الروابط بين الصين ومنطقة إفريقيا والشرق الأوسط، من خلال تنظيم فعاليات تجارية عالمية تساهم في تطوير الاقتصاد والتجارة، وتدعيم الاستثمارات والمشاريع بين الجانبين.