نعى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأسطورة بيليه بكلمات مؤثرة، مؤكدا أنه ترك إرثا “تعجز الكلمات عن التعبير عنه” وأنه “وصل فعلا إلى الأبدية… وسيظل معنا إلى الأبد”.
وتوفي نجم كرة القدم البرازيلي السابق بيليه عن عمر يناهز 82 عامًا أمس الخميس، حسب ما أعلن مستشفى ألبرت أينشتاين في مدينة ساو باولو البرازيلية حيث كان يتلقى العلاج.
وفي يوم الأربعاء الذي سبق الاحتفال بعيد الميلاد (كريسماس) الأسبوع الماضي، أعلن المستشفى أن إصابة بيليه بالسرطان تفاقمت، حيث كان يعاني من سرطان القولون، مضيفا أنه بحاجة لمزيد من العناية المركزة بسبب مشاكل في الكلى والقلب.
وأعلن المستشفى مساء أمس وفاة بيليه المتوج بلقب كأس العالم ثلاث مرات، والذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.
وقدم نجوم بارزون أمثال ليونيل ميسي والبرازيليين رونالدو وكريستيانو رونالدو تعازيهم في وفاة الأسطورة بيليه، ثم قدم إنفانتينو تعازيه بكلمات مؤثرة نشرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقال إنفانتينو: “إلى جميع من يحب اللعبة الجميلة، إنه اليوم الذي لم نكن نريد أن يأتي أبدا. اليوم الذي نفقد فيه بيليه. الملك كان فريدا في العديد من الأمور”.
وأضاف: “كان اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، وكان يملك مهارة وخيالا لا نظير لهما. لقد قام بيليه بأمور لم يحلم أي لاعب آخر بأن يقوم بها حتى، مثل المراوغة الشهيرة في نصف نهائي كأس العالم لسنة 1970 التي أصبحت معروفة باسم: مراوغة بيليه، أو الهدف الذي سجله وهو ابن 17 عاما في نهائي كأس العالم 1958 حيث رمى بالكرة ليتجاوز بها مدافعا قبل أن يسكنها في الشباك من رمية هوائية”.
وتابع: “إن احتفال الجوهرة السمراء بأهدافه وهو يقفز في الهواء أصبح واحدة من أشهر الصور التي ارتبطت برياضتنا وحفرت في ذاكرتها. بل إننا لم نر سوى نزر خفيف مما كان قادرا على القيام به بسبب أنه عاش في حقبة كان النقل التليفزيوني لكرة القدم ما يزال يخطو خطواته الأولى”.
وسجل بيليه 643 هدفا خلال 659 مباراة مع فريق سانتوس البرازيلي خلال 18 عاما، وساعد المنتخب البرازيلي في التتويج بلقب كأس العالم في نسخ 1958 و1962 و1970، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب آخر في تاريخ المونديال.
ولا يزال بيليه أصغر لاعب اعتلى منصة التتويج بالمونديال وأصغر لاعب سجل في نهائي البطولة، وذلك عندما سجل في نهائي مونديال 1958 عندما كان عمره 17 عاما و249 يوما.
وسجل بيليه 77 هدفا للمنتخب البرازيلي، وهو لا يزال رقما قياسيا وقد تقاسمه معه نيمار عبر مونديال قطر 2022 إثر التسجيل في شباك كرواتيا في دور الثمانية.
وواصل إنفانتينو الثناء على بيليه قائلا: “أهم ما يمكن مشاهدته هو الملك وهو يعتلي عرشه بابتسامة عريضة تعلو محياه. لقد كانت كرة القدم كرة عنيفة في تلك الأيام، وهو ما عانى منه بيليه في بعض الأحيان. لكن، وعلى الرغم من أنه كان يتقن الدفاع عن نفسه إلا أنه كان يتحلى بأخلاق رياضية من الطراز الرفيع، خاصة باحترام أصيل لخصومه”.
وأضاف إنفانتينو: “لقد حظيت بشرف لقائه في عدة مناسبات. وفي سنة 2016 كنت إلى جانبه بصفتي رئيسا للفيفا في أول عرض لفيلمه، الذي ذكرني بجلوسي إلى جانب أبي سنة 1981 حين اصطحبني لمشاهدة فيلم (الهروب للنصر) حيث مثل بيليه إلى جانب سيلفستر ستالون وعدد من النجوم الآخرين”.
وتابع: “لم يكن سني يتجاوز الحادية عشرة حين أخبرني أبي عن اللاعب العظيم بيليه. والهدف الذي سجله في ذلك الفيلم كان حينها الطريقة التي يمكن من خلالها رؤية لمحة عن مهاراته التي لا تصدق”.
وأضاف: “إن اللحظات التي قضيتها معه ستبقى إلى الأبد عالقة في ذاكرتي ومحفورة في قلبي. لقد كان لبيليه حضور جذاب، وكان الزمن يتوقف بصحبته… إن حياته كانت أعظم من أن تُختَزَلَ في حدود كرة القدم. لقد كانت له القدرة على تغيير وجهات النظر للأفضل في البرازيل وأمريكا الجنوبية والعالم بأسره. وتعجز الكلمات عن التعبير عن الإرث الذي خلفه”.
واختتم إنفانتينو كلمته قائلا: “أتقدم بخالص عبارات عزائي لأسرته وأصدقائه وللاتحاد البرازيلي لكرة القدم والبرازيل وكل عشاق كرة القدم الذين أحبوه. إننا اليوم في حداد على فقدان الحضور المادي لعزيزنا بيليه. لكنه وصل فعلا إلى الأبدية قبل وقت طويل، ولذلك فإنه سيظل معنا إلى الأبد”.