اعلان
اعلان
مقالات الرأي

لفياق بكري…. بالذهب مشري!!

اعلان

 

تناقلت ألسن الأجيال التي سبقتنا الجملة الشهيرة ” لفياق بكري…. بالذهب مشري” كناية على أن النهوض باكرا في عالم قروي فلاحي يؤمن بقوة العمل، يضمن لك النجاح في الدنيا و الآخرة معا. كنا كجيل متعلم في نهاية الثمانينات بدأ يتمرد على سلة القناعات الراسخة لدى محيطنا التي كنا نرى فيها تكريسا للتخلف الضارب في أطناب القرية، فكنا نقارعهم في ثبوتياتهم غاية في حلحلتها، فلم تسلم هذه الجملة المتعلقة ب” فياق بكري…..” من لسان بوليميكنا و كنا نؤكد لهم بأن من استيقظ باكرا و عثر على الذهب لابد من أن هذا الأخير قد سقط من كيس شخص استيقظ في وقت جد مبكر مقارنة مع الشخص الذي عثر عليه. “سلاطة” لساننا في ذلك الوقت كانت تجر علينا الويلات من طرف العقلية السائدة التي كانت تؤمن بالستاتيكو و تتهمنا بأننا جيل جاء ليشتت شمل القبيلة و استقرارها وضرب العلاقات الإجتماعية المستقرة، فكان النبذ حليفنا.فمنذ سنوات قريبة ذكرني أحد اعضاء القبيلة بتلك الفترة و خاطبني ضاحكا” والله اسي رشيد كنت نكرهك…بديك الفهاهة التي كانت فيك…..بصح عاد اليوم فهمت….” انتهى كلام المعني. لقد عايشت خلال فترة المراهقة ثنائية قطبية و سباقا نحو التسلح ب ” لفياق بكري” بين الوالد الذي كان ينهض باكرا- ما بين الرابعة و الخامسة صباحا- و يبدأ بخطاب جارح و يعايرنا بالغط في النوم و عدم النهوض للعمل بمزرعة العائلة مقارنة مع أبناء العم بحيث كان يثني على إنضباطهم و التفاني في العمل و مساندة و دعم والدهم في تربية الأبقار و تنقية حقول الفلفل و الطماطم من النباتات الضارة. لكنني سأتفاجأ يوما خلال مبيتي مع أبناء العم في منزلهم. فجاءهم والدهم مكشرا عن أنيابه و هو يطلق كلاما نابيا حاطا من كرامتهم، مدعيا ان إبن عمهم – وكان يقصد أخي الأكبر- يتواجد بالحقل و يساعد والده بينما هم حسب ظنه متقاعسون!!! لقد فهمت بأن الأب و العم” يؤججان” أبناءهم بطريقة فيها نوع من البروباغندا لخلق تنافس في الأداء بعيدا عن أساليب التحفيز و الإشراك. تمنيت لو عايشت الأجيال السابقة الوقت الحالي و رأت بقرات أعينها ما يقع في وسائل التواصل الإجتماعي لتفهم بأن العالم تغير فعلا و لم تعد البنيات التقليدية تتحكم فيه.

اعلان

 

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى