اضطرت امرأة مسنة بمدينة طاطا إلى الانتظار لساعات بالمركز الاستشفائي الإقليمي ، وهي في حالة حرجة قبل نقلها على متن سيارة إسعاف في اتجاه الدار البيضاء لتلقي العلاجات الضرورية بسبب نوعية مرضها.
وتشكو المريضة من نقص حاد على مستوى كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية؛ حيث طلب الطبيب نقلها على وجه السرعة إلى الدار البيضاء بحكم أن مرضها يستوجب نقلها الى هناك. مطلب النقل السريع للمسنة اصطدم مع واقع إقليم طاطا النائي بمئات الكيلومترات عن أقرب مستشفى جهوي تزيد عن 400و500 كلم في بعض الدواوير، وبما يزيد عن مسافة 1000 كيلومتر موزعة بين منعطفات حادة ومنحدرات ومنعرجات خطيرة قبل الوصول إلى الطريق السيار بواسطة سيارة الإسعاف، وهي رحلة طويلة لا تقوى المرأة المريضة على تحملها بحكم تقدمها في السن وضعف بنيتها الجسدية.
وإزاء هذا الوضع المتكرر والذي أفضى في حالات متعدد إلى وفيات في رحلات الاستشفاء صوب مصحات ومستشفيات الجهة، تتعالى أصوات بحت حناجرها من مطالبة المسؤولين إقليميا وجهويا وحتى وطنيا بضمان الحق الدستوري في الصحة، لهذا الإقليم الشاسع والمترامي من حيث المساحة من خلال الاستفادة من طائرة مروحية طبية إسوة ببعض مناطق المغرب.
فاعلون مدنيون طالبوا الوزارة الوصية بتحقيق العدالة المجالية على المستوى الموارد البشرية و التجهيزات الضرورية و الكافية، مستنكرين في ذات الوقت استمرار تجرع المواطنين الطاطاويين مرارة الإقصاء والتهميش في هذا الإقليم الذي قدم شهداء في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
