اعلان
اعلان
مقالات الرأي

ضياع الانسانية

اعلان

بقلم: المختار شعيب 

يتجه العالم ليعلن نهاية فيروس جثم عليه منذ 2019، لكن سيدخل منعطفا آخر أكثر قتامة من سابقه، حرب ضروس ستكون ضياعا للإنسانية وتكرار نفس سيناريو الحروب العالمية الأولى والثانية، لكن مع التطور التكنولوجي أصبحت الأسلحة أكثر فتكا.

اعلان

انطلقت معركة بين روسيا وأوكرانيا، لربما قد تكون بداية حرب عالمية ثالثة، في انتظار رد فعل الناتو الذي يندد دون أي قصف لما قيل سابقا، هناك تخوف أوربي أن تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الصراع وتجعلهم في الصفوف الأمامية، ليخيم الخراب والدمار أراضيهم، ويستنزفون خزائنهم وثرواتهم، ويفقدون قوتهم لصالح عدوين اسمه “الاشتراكية المغلفة بالرأسمالية” روسيا والصين.

أخطئت الولايات المتحدة الامريكية عندما احتلت العراق وأفغانستان، لقد استنزفت قوتها العسكرية والمادية، التي استرجعتها بواسطة الاستيلاء على النفط العراقي وغيره، والوصاية على دول الخليج، لكن بالمقابل وجدت ان قطار الصين وروسيا فاتها وهي لا زالت تتدحرج بين عصيان العراق وأفغانستان، استغل الدب الروسي المجال لنفض الغبار، بعدما كان فقد قوته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991، وعملت الصين على البناء والتطور وجسدت التنين الأسطوري، إذ تعد قوة اقتصادية تنافس الولايات المتحدة الامريكية، بل قد تحكم العالم إلى جانب روسيا، وقد نعيش صراعا فيما بعد بينهم فيمن سيقود العالم؟ّ

ان صدقت بعض التوقعات فهذه مقدمات الحرب العالمية الثالثة التي قد تستعمل فيها أسلحة الدمار الشامل وبذلك ستندثر الحضارة الحالية ليدخل العالم بداية مرحلة جديدة، لا نغتر أو نمجد فروسيا هي الوجه الآخر للعملة الاستعمارية والديكتاتورية، فما فعلته في الشعب السوري بأيدي بشار الاسد خير دليل، و الولايات المتحدة الامريكية مضيها ماض دموي في الفيتنام وأفغانستان والعراق واليمن، والسكوت عن ما عاناه الفلسطينيون ويعانونه اليوم مع اليهود والقادم أصعب.

اعلان

الحرب أو المعركة بدأت ولكن متى تنتهي و كيف تنتهي؟

لا يجب أن نخفي حقائق تحت ذريعة الأزمة الأوكرانية الروسية، فالمغرب لم يوضح هل نجح المخطط الأخضر للفلاحة، ومشروع نور والطاقة الريحية، فالبترول و الغاز و القمح وصلوا لمستويات قياسية و البلد فيه جفاف و ازمة اقتصادية و اجتماعية و عاجز عن توفير الاكتفاء الذاتي من القمح و الحاجيات الطاقية …، أليس حري لو أن حكوماتنا شجعت الفلاحين الصغار في القرى والبوادي على زرع أراضيهم ودعمتهم بالبذور والأسمدة، بل وتشتري عندهم محاصيلهم الزراعية الفائضة وتخزنها لما احتجنا الى الاستيراد، لماذا تهميش الكفاءات والأفكار التطورية.

ما الفائدة من الحروب؟ الحروب خراب ودمار وقتل للبشرية من دون موجب حق وترميل للنساء وتيتيم للأطفال، ومآس اقتصادية واجتماعية وهجرة قسرية…، ما تعيشه أوكرانيا من مآسي عاشها الفلسطينيون وطالبان واليمن والعراق، ودسائس السرية والعلنية ضد تقسيم السودان والتطبيع المغربي، وقس على ذلك من تكالب مسؤولين يسرعون نحو المناصب لجني الأموال ولو على حساب الفقراء والمستضعفين في وطننا دون حسيب أو رقيب.

سنعيش وأرجو أن أكون مخطئا فيما سأقوله، رغم أنه مستقى من الواقع ومن التاريخ وأيضا الخبراء وطنيا ودوليا، أن الازمة ستصيب العالم باسره، و قد تسبب بنقص حاد للمواد الاساسية في السوق العالمية مع مزيد من الغلاء المتواصل.

سنطرح تساؤلات، هل للمغرب استراتيجية في غلاء الأسعار، والجفاف، … هل أخطأ المغرب في الاكتفاء بالتعامل مع بلد واحد فيما يخص استيراد القمح، هل للمغرب احتياطات غذائية؟

أطرح هذه التساؤلات في خضم ما شاهدناه منذ يومين في أحد الأسواق بمدينة القنيطرة من همجية تنذر أننا في أزمة انسانية أخلاقية، وأخرى غلاء المعيشة التي تجلت في عز أزمة الكورونا ولازالت تبعاتها تطفو.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى