اعلان
اعلان
مقالات الرأي

عيش تجربة القرن 21 (الجزء الرابع)

اعلان

وجدنا أنفسنا في منازلنا نترقب حصيلة العدوى وحالات الاستشفاء وكذلك أعداد الوفيات، انتابنا الخوف والذعر، كنا نشاهد على التليفزيون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تزايد الحالات في دول أخرى تفوق قدراتنا الشيء الكثير، كنا نرتاح لسماع أننا استبقنا الأمور بعدة اجراءات، ورغم ذلك مع الأسف يتسرب إلينا التوجس لسلوكيات غير مقبولة، ترجعنا إلى الوراء وتنضاف مدة أخرى للحجر الصحي، وتزداد معها المشاكل والتحديات كالفقر، والخوف والتوتر ثم الترقب الذي يزيد الضغط حدة وقسوة.

نرفع أيدينا إلى السماء العالية ندعو بإلحاح لرفع البلاء، الذي يحصد أرواحا، والملل بدأ يتسرب إلى نفوسنا، أصبحنا اليوم نرى حياتنا السابقة جميلة بالرغم من إكراهاتها وتحدياتها، هل تغيرت فينا أشياء، أم سنعود الى حياتنا السابقة مع رفع البلاء.

اعلان

في رمضان لم نعد نرى الأكل المرمي في الأزقة كما السابق، لربما تعلمنا عدم الإسراف واكتسبنا مهارة حسن التصرف، ولكن ينضاف إلى هذا الفيروس الخطير، فتاوى لأشخاص لا يفقهون في الدين غير التشدد، وعقولهم غير مستنيرة، تدعو إلى إقامة صلوات التراويح على أسطح المنازل بشكل جماعي، ليشكل ذلك أرضية خصبة لانتشار الوباء بوثيرة أقوى.

يبرز المشكل الكبير هو غياب التوعية الإعلامية الناجعة للحد من انشار الفيروس فأغلب المغاربة لا يعرفون كيفية التعامل مع الكمامات بل منهم من يستخدم كمامة واحدة لأيام وأيام الى ان تصبح مهترئة، وحتى طريقة التبضع يجب ان يتم ضبطها فلا يعقل ان نلاحظ أشخاصا يقتنون بعض النباتات العطرية كالنعناع ويضعونها في انوفهم لقياس جودتها والأمثلة كثيرة

هناك من لم يغادر منزله منذ شهرين أو أكثر، وهناك من اضطرته ظروف المعيشة للخروج للعمل وهناك طبعا فئة تهدم مجهودات الجميع تخرج فقط للتسكع واضاعة الوقت دون اكتراث للعواقب الوخيمة، ونشاهد مشاهد غير مقبولة ومحزنة في عز أزمة الكورونا، ثم الاجراءات المتخذة لمساعدة لعائلات وأسر العمال الذين لم يستطيعوا اداء رسوم كراء المنازل، ويتم اخراجهم بالقوة إذ ترمى مستلزماتهم (أثاث وغيرها) في الشارع.

اعلان

وبحس استغلالي غير مواطن لم تؤجل بعض الأبناك سداد القروض لزبنائها، بل وعملت على فرض اتاوات عليهم، وشوهدت احتجاجات في العديد من الأبناك لزبنائهم، وطرح كيف ستتعامل الدولة معهم، وهي التي فرضت زيادات عن تأجيل القروض وهل سيتم اتخاد اجراءات صارمة في حقها.

يتخوف سكان الأرياف من اغلاق الأسواق الأسبوعية، التي كانت مصدر الدخل لدى بعض الفلاحين الصغار، (بيع القليل من الماشية والحبوب) لسد حاجياتهم، وما زاد الطين بلة هي التأخر من الاستفادة التي وضعتها الدولة في هاته الجائحة، كما يتساءلون عن عدم استفادتهم من الدعم الخاص بصندوق تدبير جائحة كورونا، وكذلك بعض الاسر ممن فقدوا مواردهم المالية بسبب الحجر، وخصوصا ساكنة القرى التي انقطع رزقهم بإغلاق الاسواق الاسبوعية والتي كانت الدولة تؤكد على أنه سيتم دعمهم.

ويعقد المغاربة آمالا لرفع الحجر الصحي عن كل المناطق، ولعل في تطبيقوقايتنا، منفعة مهمة قد تسهم في تحديد المصابين وعزلهم في مستشفيات لتلقي العلاج، والمساهمة في تخفيف بل الحد من مرض كوفيد 19، نستبشر خيرا بأنه سيرفع الحجر الصحي على الجميع لأننا نعاني نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، المهم هو التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين ثم ارتداء الكمامة والتهوية والتعقيم، هو رهان خاص في وضعية استثنائية، نرجوها أن تمر بردا وسلاما، فنحن الضعفاء ولا نملك إلا الدعاء.

وتبرز مزايا تطبيقوقايتنامن  حيث يشعرك بمن قمت بمخالطتهم أي المصابين به لأجل اتخاذ الإجراءات الضرورية والمستعجلة إذا تبث اصابتك به، بعد مخالطتك لمصابين به أثناء تنقلك عبر الحافلة أو التراموي أو التاكسي بالإضافة إلى التسوق، وفرح المغاربة ببلاغ مشترك لوزارتي الصحة والداخلية، الذي أشار إلى حصر 700 حالة في مؤسستين صحيتين لهذا الغرض وفق برتوكول صحي مخصص لهذا الغرض، بتعاون مشترك بين الأطباء المدنيين والعسكريين في أفق تسريع رفع الحجر الصحي من خلال شفاء كل الحالات، فأخذت المسألة منعرجا آخر تزايد مروع لعدد الإصابات والوفيات.

تنتظر الأسر المغربية التي يستعد أبناؤها لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا رفع حالة طوارئ خلال شهر يوليوز 2020، حيث يواجهون ضغطا كبيرا ومع دنو اقتراب الامتحان يشعر المتعلمون بالتوتر والقلق مما يؤثر على استعدادهم لهذا الامتحان، فالمتعلمون سيجتازون امتحان البكالوريا هذه السنة 2020/2019، في مسار خاص وعام استثنائي فرضه فيروس كوفيد 19، تخوف وترقب وهاجس الامتحان والتعليم عن بعد وإشاعة السنة البيضاء خيمت كلها على أجواء ونفسية المتعلمين ذكورا واناثا، حسمت الوزارة الوصية (التربية الوطنية)، في اجراء امتحانات البكالوريا بمختلف الشعب بدءا من فاتح يوليوز القادم، عبر دفوعات وبشروط صحية خاصة، طبقا لبرتوكول صحي يفرض تقليص عدد المتعلمين في الفصول الدراسية والقاعات الرياضية الخ والتعقيم الداخلي والخارجي لها، والتباعد الجسدي بين المتعلمين والنظافة من خلال توفير المعقمات والكمامات وأدوات قياس الحرارة.

منذ اقتراب امتحانات البكالوريا أحس بإحساس خاص يراودني كلما اقتربت هذا الامتحان، أحس كما لو أني سأجتازه، انضاف لها هذه السنة فيروس لم يغادرنا بعد، استبشرنا بسماع خبر أن بعد الجهات والتي وصل عددها ثلاث خالية من الفيروس من أصل اثني عشرة جهة، وعلى هذا الأساس انقسم المغرب إلى منطقتين منطقة تتميز بتخفيف الحجر الصحي، ومنطقة أعيش فيها مازالت نقطة حمراء وتسجل حالات عدة، في مدينة غاب الصخب عن مدينة لقبت بألقاب عدة منها، الوحش، مدينة الفقراء، مدينة لا تنام لا بالليل ولا بالنهار، مدينة البيع والشراء والأكل في أسواق شعبية ضاربة في التاريخ، هي مدينة الدار البيضاء.

اصطفت طوابير المتعلمين أمام باب المؤسسة التي وكل لي فيها مهمة الحراسة لإمتحانات البكالوريا، ترى في اعينهم الخوف والتوجس، وهو شعور ينتاب الجميع صراحة من أطر إدارية وتربوية، في مدخل المؤسسة مراقبة وحث على التباعد وارتداء الكمامة بالإضافة إلى قياس الحرارة، وأيضا الحرص على التعقيم وفي الفصل الدراسي أي قاعة الامتحان، ولابد من التوجيه المتعلمين بعدم تبادل أي أقلام ولكل مستلزماته الشخصية الغير قابلة للاستعارة، حرصا على عدم تفشي وباء كوفيد 19.

أصبح الجميع في ظل الحجر الصحي، مسؤولا عن حماية نفسه بشكل أساسي، النظافة اليومية، ثم التعقيم وارتداء الكمامة وكذلك التباعد الجسدي، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن المكتظة إلا لضرورة القصوى، وتناول أغذية مقوية للمناعة.

فالعالم بأسره لن يستطيع احتجاز الناس في ظل هذه الجائحة فقد تضررت مصالح لقمة عيشهم، ليفرض أمر وقرار عودة الحياة إلى مجراها بحذر، وكل الأمل في مناعة الإنسان ومدى التزامه بالبرتوكول الصحي الموصى به.

أصبحنا لا نريد شيئا سوى رفع هذا البلاء الجاثم على أنفسنا، لم نعد نقارن أنفسنا بالآخرين أصبح التواضع شعارنا، والتضامن هدفنا، لقد برزت حقيقة أن لاشيئ يستقر على حاله، وعلينا تعويد أنفسنا على مواجهة الظروف الطارئة رغم قساوتها.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى