اعلان
اعلان
مقالات الرأي

عيش تجربة القرن 21 (الجزء السادس)

اعلان

كتبت مقالات عدة أحاول من خلالها تسليط الضوء على من عاشوا الكورونا في الصفوف الأمامية، لكنهم لم تمنحهم فرصة التقدير هم كثر اقتصرت على عاملات وعمال النظافة، ومستخلصو ثمن المرور من الطريق السيار، فكتبت عن ذلك، يعمل مستخدمو الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، في ظرفية صعبة ويسهرون على استمرار مرفق مهم، لشركة وطنية لها قيمتها الوطنية والدولية، والجدير بالذكر ان المستخدم بالطريق السيار يزاول عمله وهو معرض لخطر كبير بل أكثر من ذلك الشركة الوطنية للطرق السيارة تتماطل في تفعيل لجنة الصحة والسلامة والوقاية من اﻻخطار عن طريق استعمال مقصورات محكمة وقوية تحمي المستخدم.

يشتغلون ضمن قطاع الخدمات في مراكز الاستغلال بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، ويتجلى دورهم في استخلاص واجب تذكرة المرور عبر محاور شبكة الطرق السيار، لكن يعرف هذا القطاع مجموعة من المشاكل والأخطار من ضمنها مشكل التلوث وخطر الحوادث والسرقة.

اعلان

فرغم حالة الطوارئ التي سنتها بلادنا، مما نجم عنها تقليص الرحلات البرية، فهناك العديد من الممرات الخاصة، والتي تم نقص ممراتها في وجه الزبناء، إلا أن هناك مشكل   أن هؤلاء المستخدمين يستخلص أكثر من 1000 تذكرة في اليوم بل في ظرف ساعات من العمل كمحطة تيط مليل على سبيل المثال، وينضاف اليها ضعف    وسائل الوقاية فرغم تواجدها فهي ليست بكمية كافية، وحتى وسائل التعقيم والكمامات هناك نقص في جودتها، إنهم يعتبرون أنفسهم ان صح التعبير في فم الوباء و تحت رحمته، ففي بعض المحطات يسيطر عليهم  الخوف من الإصابة ونقلها للأسرهم أو الوفاة ومنهم من هو المعيل لأسرته بل لعائلة كبيرة.

فخوفهم أيضا ينم عن وطنيتهم فهم يخشون أن يكونوا مصدر الوباء، ويطالبون بتعقيم المقصورات بشكل يومي، وكما يلحون إلى توفير لوازم التعقيم بكمية كافية، فهم يسهرون على مجال حيوي يستوجب بالضرورة استفادة من منح استتنائية في ظل هذه الجائحة التي يعملون وسط انيابها.

وبخصوص عاملات وعمال النظافة، فأشرت لهم من خلال مايلي حماة البيئة، كعنوان لمقالتي عنهم، هم من هذا الوطن الغالي، يلعبون أدوارا مهمة وصعبة، رمتهم الأقدار إليها، فمنهم أصحاب شهادات عليا، هو عمل شريف فتح بيوتا، وانتشل أسرا من الضياع والتشرد، ومن رحم المعاناة يولد المفكرون والأطباء والأساتذة وغيرهم، يتعرضون كل يوم أثناء عملهم وحتى عند وصولهم إلى مقر سكنهم إلى نظرات الاحتقار والاشمئزاز، هم يقومون بتنظيف أزقتنا ودروبنا ومدننا، ونحن نزدري فيهم هاته التصرفات الغير الإنسانية، فعملهم صعب وخطير بعضهم يستنشق الغبار وبعضهم يشم الروائح الكريهة، ولساعات طويلة في اليوم، ولكم أن تعرفوا الأمراض التي قد تصيبهم، مثل آلام الرأس وأمراض الجهاز التنفسيّ

اعلان

يتحملون مالا يتحمله الآخرون، لا يستفيدون من عطل الأعياد ولا المناسبات الوطنية أو الدينية، يشتغلون منذ الساعات الأولى للصباح أو في آخر الليل، تحت المطر والبرد بالإضافة إلى الشمس وحرارة الجو، إكراهاتكم كثيرة فمنهم مازال مياوما، وبعضهم لا يتلقى الأجرة إلى بعد طول انتظار، متطلبات الحياة صعبة في زمن الماديات والمظاهر، فهم يشتغلون دون كلل وملل، وأصبحنا خلال السنوات الماضية نشاهد نساء عاملات نظافة خبرنا الحياة، ولم يرضوا أن تبيعن شرفهن، أو أن تمد يدهن للغير، لهؤلاء نقول شكرا لكم، ونستسمح منكم، فلولاهم لأصبتنا عدة مخاطر أنتم تساهمون في حمايتنا بجمع نفياتنا، وتصبرون على تصرفاتنا الغير المقبولة.

ليتساءلوا عن شروط الحماية في ظل جائحة فيروس كورونا، هل القفازات والكمامات كافية لحمايتهم، فجامعوا النفايات مهامهم هي تنظيف الشوارع والأرصفة والحدائق والمساحات العامة وجمع القمامة والنفايات من المنازل والمباني والمستشفيات

وللإشارة هناك شركات النظافة على المستوى الوطني يتوفرون على هذه الأشياء، ولكن في بعض البلديات لا يتم توفير اللباس بل حتى المعقم من مالهم الخاص، ففيما يخص وضعيتهم كعمال النظافة ببعض البلديات فهم يعيشون، مشاكل بالجملة من بينها هزالة الأجور وغياب الاستفادة من الملابس الواقية والقفازات والكمامات، ومواد التعقيم وأيضا غياب الاستفادة من التعويضات العائلية والصحية، كما يحرمون من الإجازة المرضية والسنوية

ألم يحن الاستماع إلى مشاكل ومقترحات هذه الفئة، من خلال المجالس المنتخبة لتسوية وضعيتهم المالية والإدارية وتحسين ظروف العمل، فمن بين مطالبهم الحد الادنى للأجور والتصريح الفوري لدى نظام التغطية الصحية الإجبارية، مع إعطاء الأولوية للعامل البشري بالإضافة إلى تجديد آليات التواصل بين العمال والإدارة المعنية من أجل احتساب الأقدمية.

فهل سيشملهم منح استثنائية، تخفف عنهم ظروف الحياة القاسية، والخوف من هذا الوباء، ألم يحن الاعتراف بدورهم في كل المحطات التي شهدها المغرب، أثناء الانتخابات والأعيادوهذا الفيروس، هل ستمنحهم الحقوق والزيادة في الأجور عقب نهاية هذه الجائحة، هي أسئلة كثيرة ستبقى مطروحة، وسيجيب عنها الزمن وإن طال.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى