اعلان
اعلان
مقالات الرأي

وفاة كورباتشوف….و الدروس المستخلصة!!!!

اعلان

توفي مؤخرا ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس للإتحاد السوفياتي عن سن تناهز 91 سنة؛ رئيس قاد في الفترة الممتدة من 1986- 1991 سياسات “إصلاحية” في بلده ، عرفت بالبيروسترويكا ( إعادة الهيكلة ) و الكلاصنوصت ( الشفافية) عجلت بانهيار البلد سنة 1991. عديدة هي التحاليل التي تشير إلى أن الإنهيار نتج عن فشل السياسيات العمومية التي لم تستهدف الإنسان في معيشه اليومي، فالاتحاد السوفياتي استثمر في التسابق العسكري و اكتشاف الفضاء على حساب الاستثمار الاقتصادي الذي ينتج الفائض و هيمنة الفساد على دواليب الدولة و غياب الحكامة ، وهذا ما استغله الغرب الليبرالي بقيادة امريكا و بريطانيا في عهدي ريغان و تاتشر لإغراق موسكو و إسقاطها.

بعض المحللين يشيرون إلى أن الغرب عجز عن إيجاد طرق للتعاطي مع ما بعد الإنهيار ، إما ادماج رابطة الدول المستقلة في اللبرلة و بالتالي استبعاد صراع جديد، و إما الاستمرار في تهميش روسيا و محاصرتها عبر توسيع حلف الناتو.

اعلان

تفادت امريكا الخيار الاول لانه سيصيبها في مقتل لان روسيا و الدول المجاورة يشكلون كتلة ديمغرافية كبيرة و لهم قاعدة صناعية كبرى و أسلحة نووية، لذا انتصر الغرب لخيار الحصار، الذي ولد وطنية ( nationalisme) روسية بقيادة الجيش و يجسدها بوتين حاولت التهام وطنيات اخرى كالوطنية الاوكرانية و ذلك ردا على هذا الانهيار المهين.

وحدها الصين من استثمرت في أخطاء الاتحاد السوفياتي و حاولت تجاوزها من خلال تكريس الحكامة الجيدة في الاقتصاد السياسي و إعادة توزيع الثروات في ظل نظام شيوعي داخلي ممزوج بليبرالية اقتصادية خارجية، و دعم اواصر الوطنية الصينية، وهذا لم تقرأ حساباته أمريكا ، لان الاقتصاد الصيني ينافس نظيره الامريكي و قد يتجاوزه في حدود سنة 2028. فالصين ممتنة للاخطاء التي كشفها غورباتشوف في بلاده أخذتها بيجين بمحمل الجد وتجاوزتها.و الدليل تسجيل 770 مليون تعليق من طرف الصينيين في وسائل التواصل الإجتماعي على وفاة كورباتشوف. كما تم تسجيل 80000 فضاء للنقاش في الصين دائما على هذه الوفاة. فالصينيون مدينون له في تقدمهم لان كشف عن عورات أخطائهم و تفادوها .وها هم يصلون الركب الحضاري.

رشيد حمزاوي .

اعلان

وجدة في : 04 شتنبر 2022

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى