منبر24 – أسماء الشتيوي
احتضنت مدينة طنجة مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي، نظمت بمبادرة من ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث أكد المشاركون على أهمية النهوض بثقافة التشجيع الإيجابي كوسيلة للتعبير عن الانتماء وتعزيز الهوية المحلية والوطنية، لاسيما مع اقتراب احتضان المملكة لتظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد يونس التازي، والي الجهة وعامل عمالة طنجة-أصيلة، على أن التشجيع الرياضي يجب أن يتجاوز طابعه الموسمي ليصبح سلوكًا يوميًا يعكس القيم الوطنية وروح الانضباط، داعيًا إلى تطوير بيئة الملاعب وتحسين أدوار الجماهير من خلال وضع ميثاق جديد يُوازن بين الحماس والانضباط.
وأكد التازي أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ومدينة طنجة بشكل خاص، ستكون على أتم الاستعداد لاستضافة التظاهرات القادمة بفضل جاهزية بنياتها التحتية، مشددًا على ضرورة جعل الرياضة رافعة للتنمية المستدامة، عبر إدماج منظومة التشجيع في هذا التصور الشامل.
وأبرز الوالي في مداخلته أن هذه المناظرة ترمي إلى تكريس سياسة القرب وتوسيع الوعي القانوني لدى الجماهير، من خلال التوعية بأهمية التشجيع المسؤول، واستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الملاعب، مثل التذاكر الرقمية، وكاميرات المراقبة، وأنظمة التفتيش المتطورة.
كما دعا إلى إشراك فعاليات المجتمع المدني في جهود التوعية الجماهيرية، إلى جانب اعتماد شراكات جهوية لتأهيل البنية التحتية الرياضية ودمج البعد السياحي في الاستراتيجية الوطنية للرياضة.
وفي السياق ذاته، استعرض التازي برنامجًا متكاملًا لتحسين البيئة الحضرية لمدينة طنجة، استعدادًا للاستحقاقات الدولية المقبلة، بميزانية تصل إلى 1.3 مليار درهم ممولة من وزارتي الداخلية والميزانية، يشمل تطوير النقل، التأهيل الحضري، وتحسين المرافق الرياضية.
وشملت المداخلات في المناظرة محورين أساسيين: الأول ركّز على دور الجماهير في تعزيز صورة كرة القدم المغربية، من خلال التشجيع الحضاري، ودور الإعلام في توجيه السلوك الجماهيري، فيما ناقش المحور الثاني مسألة الأمن داخل الملاعب، مع استعراض القانون 09-09 وتحول المقاربة الأمنية من الضبط إلى الشراكة المجتمعية، ودور خلايا الأمن الرياضي في تأطير المشجعين.
كما شهدت المناظرة تقديم تجربة نادي اتحاد طنجة في مواكبة تطور العلاقة بين النادي وجماهيره تحت عنوان “Público 2.0”، والتي تهدف إلى نقل الجمهور من ردود الفعل العاطفية إلى فضاء الفعل والمبادرة، عبر إصدار بطاقة مشجع ذكية، وتطوير نظام الولوج، وإطلاق مختبر “IRT LAB” لتشجيع المحتوى التفاعلي من طرف الجمهور.
ويُذكر أن هذه المناظرة تعد الثالثة من نوعها بعد مناظرتي فاس وأكادير، وشهدت مشاركة واسعة من ممثلي السلطات المحلية والأمنية، وممثلي الأندية، والجمعيات الرياضية، إلى جانب إعلاميين وفاعلين في المجتمع المدني.
