
بقلم: عبدالرزاق زيتوني
لا يمر يوم في بلادنا دون أن نسمع عن حادثة سير مأساوية، تزهق فيها الأرواح وتُخلف مآسي لا تنتهي. طرقاتنا تحوّلت إلى ساحات للموت المجاني، وأرقام ضحايا الحوادث باتت تتجاوز ما تخلفه الكوارث الطبيعية والحروب.
فمن المسؤول؟ هل هي الطرق؟ أم العربات؟ أم الدولة؟ الحقيقة المؤلمة أن العنصر البشري هو السبب الرئيسي في أزيد من 90% من الحوادث. سلوكنا في القيادة، تهورنا، سرعتنا المفرطة، وعدم احترامنا لقوانين السير هي الأسباب الحقيقية خلف هذا النزيف اليومي.
إن الحديث عن السلامة الطرقية لا يجب أن يظل حبيس الشعارات والمواسم التحسيسية. نحتاج إلى ثورة في السلوك، إلى وعي جماعي بأن الطريق ليست حلبة سباق، بل فضاء مشترك يتطلب الاحترام والانضباط.
لا يكفي أن نضع إشارات المرور، أو أن نُشدد العقوبات القانونية، بل يجب أن نُربّي جيلاً جديدًا على ثقافة الطريق، وأن نُعيد النظر في علاقتنا جميعًا بالقيادة، سواء كنا سائقين أو راجلين أو راكبين.
كم من طفل فقد والده بسبب حادث؟ كم من أم ترمّلت؟ كم من أسرة تشردت؟ الحوادث ليست مجرد أرقام في تقارير رسمية، بل مآسٍ حقيقية تدمر المجتمعات وتنهك الاقتصاد.
كفى من الحوادث. فلنغيّر سلوكنا. لنحترم بعضنا البعض في الطريق، ولنعتبر كل سائق حولنا إنسانًا له عائلة تنتظره، كما ننتظر نحن أحبابنا.
الحياة ثمينة، ولا شيء يبرر أن نخاطر بها.