
بقلم: نوال مشموم
هناك أماكن لا تُعرَف لأنها ليست صاخبة، ولا تَظهر لأنها لا تملكُ مكبرات صوت، أماكن تُشبه الحرف المنسي في نهاية كلمة، أو الضوء الباهت في طرف السماء…
من هذه الأماكن: بني مسكين، مسقط رأسي، ومأوى أسئلتي الأولى.
ليست بني مسكين قريةً، ولا مدينة. ليست تمامًا ريفًا، ولا تمامًا حاضرًا. هي نقطة رمادية على هامش الخريطة، تسكنها وجوه تعرف أن الحياة ليست عادلة، لكنها تُصرّ على أن تعيشها بشرف.
تعيش بني مسكين بين مفارقتين:
النسيان وإلحاح الوجود.
من جهة، هي طيّ النسيان: مشاريع مؤجلة، بنية تحتية ترتجف، ومؤسسات تُفتح لتُغلق، كأنها تُقام لإسكات الضمير فقط.
ومن جهة أخرى، هناك رغبة خامدة لكنها أصيلة في أن تكون… أن تُرى، لا كرقم انتخابي أو حكاية موسمية في نشرات الأخبار، بل ككيان حيّ.
أهلي هناك لا يعرفون الخطابات الكبرى، لكنهم يحملون في أكتافهم يومًا طويلًا، وفجرًا لا يشتكون منه.
كل امرأةٍ في بني مسكين تُشبه فصلاً من كتابٍ غير منشور:
تنهضُ قبل الضوء،
تخبزُ بصمت،
وتُرتّقُ فُتات الأمل بخيطٍ من الإيمان.
هُناك، الكلمة ليست فلسفة، بل خبزٌ،
والحلم لا يُقال، بل يُكتم حتى لا يُصاب بالعين.
لكنّ السؤال المؤلم يظل حاضرًا:
هل يمكن للهامش أن يخلق لنفسه مركزًا؟
هل من حقّ الأماكن المنسيّة أن تحلم؟
أن تُصدّر لغتها، وأدبها، وكرامتها كما تُصدّر المدن الكبرى عناوينها؟
أنا أكتب اليوم لا لأخبر العالم ببني مسكين،
بل لأقول لها:
أنتِ موجودة، ولو أنكِ تُنسَين عمداً.
أنتِ في صوتي، في تعبي، في مفرداتي، في عتبي على الحياة.
أنتِ حكاية غير منتهية،
ولعلّ الكتابة، يا بني مسكين،
هي طريقتي الوحيدة لأقول للعالم:
لقد وُجدنا، وسنظل نوجد… ولو بصمت.
نوال مشموم
المقال يجسد نظرة أحادية الجانب، من فئة ربما لم تطلع على تاريخ المنطقة ولا اللقاءات العلمية، ولا الدراسات التي خاضت في التاريخ، جغرافيا، جيولوجيا، و الثروة الحيوانيه للمنطقة كنت ممن حضر قبل شهرين احد اكبر التجمعات العلمية في منطقة بني مسكين جمعت ثلة الاساتذة والفاعلين مما يجعل المنطقة محطة اهتمام لا النسيان كما تمت الاشارة،