
منبر24
في لحظة استثنائية جمعت بين عبق الماضي وتقنيات الحاضر، أحيا مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” ليلة فنية لا تُنسى، من خلال عرض بتقنية الهولوغرام أعاد أسطورة الغناء العربي، عبد الحليم حافظ، إلى خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وذلك مساء الاثنين 23 يونيو.
ولم يكن جمهور الدورة العشرين من المهرجان يتصور أن بإمكانه حضور حفل للعندليب الأسمر في عام 2025، لكن التقنية الحديثة منحت هذه الفرصة الفريدة، حيث عاش الحاضرون أجواء فنية غامرة استرجعوا فيها سحر الأداء والصوت، بل وحتى تفاصيل حركات عبد الحليم وتفاعله على المسرح.
واستقبل الجمهور المغربي العندليب بتصفيقات حارة، ملأت جنبات القاعة المزدحمة، ليس فقط بالجمهور، بل أيضًا بالأحاسيس العميقة، في مشهد استرجع فيه الزمن روعة الحفلات الشرقية التي طالما شكلت جزءًا من الذاكرة الجماعية.
افتتح العرض بأغنية “الماء والخضرة والوجه الحسن” المهداة إلى المغرب، قبل أن يتنقل الحفل بين مجموعة من روائع عبد الحليم، منها: “بحبك”، “أول مرة تحب يا قلبي”، “جانا الهوى”، “جبار”، و“أسمر يا أسمراني”، وسط تفاعل لافت للجمهور الذي ردد الكلمات وتمايل مع الألحان في تناغم جميل مع روح الفنان.
وجسدت هذه الأمسية الفنية تكريمًا متجددًا لعبد الحليم حافظ، الذي ما زال إرثه الفني متجذرًا في وجدان الشعوب العربية، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله (30 مارس 1977).
وتعد هذه التجربة هي الثانية من نوعها في تاريخ مهرجان موازين، بعد نجاح عرض “الهولوغرام” العام الماضي الذي أحيا ذكرى سيدة الغناء العربي أم كلثوم، في إطار سعي المهرجان للاحتفاء بالرموز الغنائية العربية الخالدة باستخدام أحدث التقنيات الفنية.
يُذكر أن الدورة العشرين لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” تُقام في الفترة من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتقدم برنامجًا متنوعًا يجمع أبرز نجوم الفن العربي والعالمي، مما يجعل الرباط وسلا مرة أخرى ملتقى للثقافات والإبداع الموسيقي العالمي.