
منبر24
حذر عدد من الخبراء والفاعلين السياسيين، الأربعاء بالرباط، من التأثيرات المتزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على الممارسة السياسية، خصوصًا خلال الحملات الانتخابية، داعين إلى ضبط استخدام هذه التكنولوجيا الناشئة في السياقات الديمقراطية، خاصة داخل القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، تحت عنوان “مستقبل إفريقيا في عصر الذكاء الاصطناعي، بين تحديات الانتخابات وطموحات الشباب الإفريقي”، بشراكة مع الشبيبة الاستقلالية والاتحاد الإفريقي الديمقراطي للشباب.
وخلال النقاش، نبه المشاركون إلى ما وصفوه بـ”المخاطر الحقيقية” الناتجة عن الاستخدام غير المضبوط للذكاء الاصطناعي في العمليات الانتخابية، خصوصًا نشر الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وصعوبة التحقق من المصادر في ظل الكم الهائل من المحتوى الرقمي الذي تولده الخوارزميات.
كما تمت الإشارة إلى سيناريوهات مقلقة، من بينها إمكانية التجسس وقرصنة المعطيات الشخصية للمرشحين، وتوظيفها بشكل غير قانوني ضدهم أثناء الحملات، في خرق واضح لخصوصياتهم.
واعتبر المتدخلون أن التلاعب بالخطاب السياسي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتكييفه بطريقة مبالغ فيها وفق ميولات الناخبين، قد يؤدي إلى تعزيز الانغلاق الفكري والتطرف الإيديولوجي، بدل بناء خطاب جامع ومحفز على المشاركة.
في المقابل، أجمع المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي، رغم مخاطره، يُوفر فرصًا هامة لتعزيز الفهم العميق لتوجهات الناخبين، وتحسين التواصل السياسي، من خلال تحليل البيانات وتكييف الرسائل وفق انتظارات الجمهور.
كما شددوا على ضرورة تمكين المجتمعات الإفريقية من أدوات الذكاء الاصطناعي، واستعمالها بشكل إيجابي من أجل تعزيز الشفافية والنزاهة في العمليات الانتخابية، واتخاذ قرارات أدق وأسرع.
ودعا المتدخلون إلى استعمال الذكاء الاصطناعي بعقلانية ومسؤولية، وبما يراعي خصوصيات السياقات الإفريقية، مع ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي واضح لتنظيم استخدامه في المجال السياسي، ضمانًا لحماية المعطيات الشخصية، وصونًا لحقوق الناخبين والمرشحين على حد سواء.
وخُتمت المداخلات بالتأكيد على أن الرهان ليس فقط تكنولوجيًا، بل أيضًا سياسيًا وأخلاقيًا، حيث تظل مصلحة المواطن الإفريقي وتحقيق العدالة الانتخابية في صلب كل مشروع تنموي حقيقي.