
منبر24
أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، الذي يوجد مقره بمدينة الداخلة، مبادرة جديدة تُجسّد نموذجا استشرافيا للتعاون بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الدفاع في إفريقيا، بهدف مواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بتجنيد الأطفال وحمايتهم.
وتقوم المبادرة على شراكات استراتيجية مع كليات عسكرية رائدة بالقارة، أبرزها كلية الحرب بزومباكرو بالكوت ديفوار ومؤسسات بجمهورية الكونغو الديمقراطية، قصد إدماج الرؤية العسكرية داخل البحث الأكاديمي وصياغة سياسات مبتكرة.
وشكلت زيارة وفد عسكري رفيع المستوى من الكوت ديفوار إلى الداخلة، محطة مفصلية في هذا المسار، حيث جرى توقيع اتفاقية تعاون بين المركز والتنسيقية الإفريقية لحقوق الإنسان في القوات المسلحة، تهدف إلى تطوير رؤية مشتركة تجمع البحث الميداني بقطاعات الدفاع والأمن.
وأكد عبد القادر الفيلالي، رئيس المركز، أن هذه الاتفاقية تستند إلى تجارب ميدانية في منطقة الساحل، أمريكا اللاتينية، شرق آسيا، الكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى أن الهدف الأسمى يتمثل في حماية الأطفال من الاستغلال في مناطق النزاع.
من جانبه، شدد بكاري صديقي ديابي، المنسق العام للتنسيقية الإفريقية، على أن إفريقيا مطالبة اليوم بتقديم حلول ملموسة لوقف هذه الظاهرة.
كما أعلن المركز عن إطلاق برنامج “الباحثين المقيمين”، عبر استقبال أول باحث من الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى تطوير برنامج ذكاء اصطناعي لرصد وتتبع الجماعات المسلحة المتورطة في تجنيد الأطفال.
وتعكس هذه الدينامية، التي يرعاها المغرب عبر مدينة الداخلة، الدور الريادي للمملكة في دعم حماية الطفولة بالقارة الإفريقية، انسجاما مع المبادرات الملكية الرامية إلى إرساء تعاون جنوب-جنوب شامل ومستدام.