تُنظِّم جمعية لونا الدورة الرابعة لمنتدى التعليم، في مدينة المهن والكفاءات بالدارالبيضاء-سطات، وذلك من الرابع والعشرين إلى الثلاثين من نُوَنْبِر 2025، تحت شعار: « من أجل تعليم مستدام ». ويُعَدّ هذا الملتقى محطةً بارزة في مسار دعم الطفولة والشباب بالمملكة، إذ يأتي امتدادًا للدورات السابقة التي رسّخت مكانته كحدثٍ جهويٍّ رائد يسعى إلى الارتقاء برسالة التربية والتكوين.
منذ انطلاقته الأولى، أثبت المنتدى مكانته كمنصة جامعة تستقطب آلاف التلاميذ من مختلف الفئات، حيث يوفّر فضاءً للتعلّم والإلهام وتبادل المعارف والخبرات. وقد أكّدت الدورات الماضية التزام جمعية لونا بجعل الطفل محور العملية التربوية، عبر محاضرات نوعية، وورشات بيداغوجية متخصّصة، ومواكبة فردية تفتح أمام المشاركين آفاقًا جديدة للنجاح الدراسي والاندماج المهني.
وتحتضن مدينة المهن والكفاءات بالدار البيضاء-سطات هذه الدورة في إطار دعمها المتواصل لمبادرات التعليم والتكوين. فالمؤسسة، المُقامة على مساحة عشرون هكتارًا، تُجسّد الرؤية المتبصّرة لـ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده، في إعداد أجيال المستقبل وتأهيلها لمهن الغد. وبفضل بنياتها الحديثة وتجهيزاتها المتطوّرة، تُمثّل المدينة قطبًا وطنيًّا مرجعيًّا يواكب التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد التزامها بجعل التربية والتكوين رافعةً للتنمية المستدامة.
وتتميّز هذه الدورة بطابعها الشمولي، إذ تفتح أبوابها أمام جميع الفئات: التلاميذ المتمدرسون، والأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، والمستفيدون من مدارس الفرصة الثانية، فضلًا عن الأطفال المنحدرين من بيئات هشة. ولضمان نجاح هذا الحدث، أُبرمت الجمعية شراكات استراتيجية مع مؤسسات وهيئات عمومية وخاصة، لتأمين النقل والإطعام والتأطير، بما يوفّر تجربة تعليمية عادلة وغنية.
كما سيواكب التلاميذَ خبراءُ في علم النفس والتربية والتوجيه، لمساعدتهم على اكتشاف قدراتهم الذاتية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ورسم مسارات مستقبلية منسجمة مع مواهبهم واستعداداتهم. وستُخصّص جوائز تقديرية وتحفيزية لتكريم مجهوداتهم، وتشجيعهم على المثابرة والتميّز.
لم يكن ليتحقق نجاح هذا المشروع لولا الدعم الوازن لإدارة مدينة المهن والكفاءات بالدار البيضاء-سطات، التي وضعت رهن إشارة جمعية لونا جميع الفضاءات والتسهيلات اللوجستية اللازمة. وقد ساهم هذا التعاون البنّاء في ترسيخ المنتدى كحدث جهوي بارز، يُجسّد روح الانفتاح على المجتمع المدني، ويؤكد الالتزام المشترك بدعم التعليم والتكوين كرافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة على المستويين الجهوي والوطني.
إن جمعية لونا تؤكد، من خلال هذه الدورة الرابعة، إيمانهما الراسخ بأن الاستثمار في تعليم مستدام، شامل ومبتكر، هو السبيل الأمثل لبناء أجيال الغد، وتأهيلها لمواجهة تحديات عالمٍ متغيّر على الدوام.
